يستحقون، وفصل القصص القرآنى ما أصاب المتمردين على الله المشاقين لرسله (فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ). قلنا: إن أخطاء الأولين تتكرر الآن فى الحضارة التى تقود العالم، وتفرض عليه أساليبها فى الحياة! وظاهر أن رذائل الترف والبطر والجحود والأثرة، تسود العالم الأول، وآن رذائل الفرعنة والمسكنة والبلادة الفكرية والنفسية تسود العالم الثالث.. مع ذهول عن الله يلف المجتمع، وإخلاد إلى الأرض! وعكوف على ملذاتها... أما الدين فقلما يتجاوز المظهر إلى الجوهر.. إن العبارة التى قالها العربى الأمى "ربعى بن عامر" لقادة فارس: "جئنا نخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الأديان إلى سعة الإسلام " هذه العبارة الوجيزة هى خلاصة مواثيق حقوق الإنسان وحقوق الشعوب التى يمضغ كلماتها أكبر ساسة العالم المثقف الآن.. والمعنى الذى تنضح به هذه العبارة الشريفة، والذى فاه به رجل بدوى دون تكلف يعجز عن فهمه والتصريح به رجال دين محترفون، كما يعجز عن الارتفاع إلى مستواه رجال حكم أكلوا شعوبهم، وكانت سيرتهم الاقتصادية والسياسية تجسيدا للوثنيات السياسية التى ابتعد العالم الراقى عنها... أما أقطار العالم الأول فإن الدين انجر فيها إلى مهادنة الشهوات الطافحة، بل لقد انهزم أمام ضراوتها، وذلل لها العقبات. وإن عجبى لا ينقضى من موافقة الكنيسة الإنجيلية فى إنجلترا على إباحة اللواطة ـ بشروط ! ـ وإقرار القوانين التى صدرت عن مجلس العموم واللوردات... والقوم يعلمون أن الله دمر على قوم لوط مدينتهم وجعل عاليها سافلها لهذا الشذوذ الذى اقترفوه.. كما أن عجبى لا ينقضى من بابا الفاتيكان الذى انطلق فى إفريقيه يهاجم تعدد ص _٠٩٦


الصفحة التالية
Icon