فلما كابروه وتولوا عنه قال لهم ( فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين ). وكان الإسلام دين إبراهيم لما أعلن الحرب على الوثنية وخاصم جبابرة عصره وتنازل عن نفسه وولده لربه ( إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ) وكان دين يعقوب ـ الذى تنسب إليه اليوم دولة إسرائيل ـ وهو نسب مزور، فإن هذا النبى قال لأبنائه، ما جاء من قبل على لسان إبراهيم ( يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) وكان يوسف الصديق يتشرف بالانتماء إلى تلك العقيدة، والانضواء تحت علمها وهو يدعو ربه :( فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين).. وكان سليمان النبى الملك يدعو إلى الله ويشرح دينه عندما كتب إلى ملكة سبأ: ( إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم * ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ) وكان موسى يدعو قومه إلى التشبث بحقيقة الدين، ويحثهم على مقاومة الفراعنة، وتحفل أذاهم والبقاء على التوحيد، (وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين )، وكان عيسى يدعو إلى الإسلام، ويستصرخ الحواريين أن يلتفوا حوله وهو يرفع رايته، ويزود عنه عدوان اليهود ماله ( فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون * ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ). ثم جاء كبير الأنبياء وخاتمهم محمد، ينفض الغبار عن العقيدة المظلومة، وينحى عنها شبهات أهل الكتاب، ويرذ مفتريات التجسيد والتعديد، ويبرز أمجاد الألوهية فى أكسية لا تبلى من الجلال والجمال، ويقول للناس: ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ). ثم شرع يبنى الأمة التى تحمل رسالته على أساس من سيرته الخاصة وعبادته الوضيئة وجهاده الدءوب وخلقه الزاكى،


الصفحة التالية
Icon