كثرتها الكبرى.. ص _١٠٥
وحاضر العالم الإسلامى شديد الغموض بعد أن سيطر الاستعمار الحديث على تقسيمه فى إفريقية وآسيا واختلق دويلات محكومة بنزعات قبلية وطوائف دينية من صنع التبشير العالمى!! لقد قلت: إننى مصرى عربنى الإسلام، لا ينمينى إلى جزيرة العرب نسب، وما أكترث بأن أكون من قريش ذاتها، إن الذى يعنينى هو دينى.. واللغة العربية مقدمة عندى ؟لأنها لغة الوحى. والإسلام ليس علاقة عرقية فالعرب فيه والهنود والزنوج سواء، وبديه أن تكون قيادته عربية، أعنى عربية اللسان لا عربية الآباء، وقد كان " قطز " الأعجمى المسلم أشرف عند الله والناس من بعض العرب العريقين الذين ما أسدوا للإسلام يدا ولا حققوا له نصرا.. وأجدنى هنا مطالبا بتفسير ولائى لدينى، واهتمامى بتاريخه، حتى لا يفهم البعض أننى امرؤ متعصب، عرف شيئا، فغالى به، وتعسف فى لفت الناس إليه وتجاهل غيره... إننى سأنقد فى هذه الصحائف حكاما إسلاميين كثيرين، ظهروا فى عصور متقدمة، كما أسجل رأيى فى المسالك التى وقعت بإزائهم، مستوحيا حكمى من مصادر الإسلام المعصومة وحدها.. وهدفى ألا يحمل الإسلام أوزار بعض المتحدثين باسمه، أو المتسلطين بالجبروت على مقاليده... فإن الإسلام لا يؤخذ من أحوال المنتمين إليه حاشا الخلافة الراشدة.. أبعاد الإسلام النفسية والاجتماعية: ومن الواجب أن نعرف أبعاد الإسلام النفسية والاجتماعية، إن هذا الدين يتكون من سبعين شعبة تطوى فى دائرتها الأرض والسماء، وتحدد للإنسان علاقته بربه ونفسه وأسرته ومجتمعه كله، وتحدثه عن جملة العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات والأحكام التى يلتزمها والشعائر التى يرفعها... إلخ. ليس الإسلام برنامج حزب سياسى يتولى السلطة فيفشل أو ينجح! إنه قبل ذلك ص _١٠٦