الإسلامى، وقد أرسل الخليفة بعثة إليهم سنة (٩٢٢ م). ص _١٠٧
وقد اعتنق القارلق (وهم أتراك) الإسلام من جيرانهم فيما وراء النهر ـ وهم السامانيون ـ وانتشر القارلق حتى حوض تاريم، وحملوا الإسلام معهم. وهكذا فيما كانت الدولة ا لإسلامية الواحدة تتمزق، كان الناس يدخلون فى الإسلام أفواجا، أكثر مما كانوا يعتنقونه ودولته واحدة قوية. وقال: والذى يجب أن يذكر أن الإسلام انتشر فى جنوب شرق آسيا لأن الحكام المحليين كانوا يعتنقونه طوعا، لا بقوة السيف، وقد قبل الإندونيسيون الإسلام واحتفظوا بالثقافة الهندية التى كان قد مر عليها نحو ألف سنة وجذورها تغور هناك. وقال: لقد تغلب الإسلام فى القرنين (الثانى عشر، والثالث عشر الميلاديين) على الصعوبات المحيطة به بعد الحملات الصليبية المرهقة ـ ليس ذلك فقط بل إنه استمر فى الانتشار. وقد كان هذا إنجازا رائعا، إذا نحن أخذنا بعين الاعتبار، أن العالم الإسلامى كان ممزقا سياسيا. إن الإسلام ـ من حيث هو دين ـ تقدم ولا يزال، ولكنه من حيث هو دولة تقهقر، ولحقت به خسائر، وقد لاحظ " توينبى " ذلك! ونتساءل نحن فى ألم: هل لاحظ مؤرخونا ذلك؟ وهل حددوا جرثومة المرض، أم أن الكبوات الرهيبة التى أصابت المسلمين لتفريط " سلاطينهم " لم تجد من يتحدث عنها ويحذر منها؟ حتى طلع علينا هذا العصر، والأمة كلها فى عماء! ومستقبلها فى مهب العواصف..!! روى (سير توماس. و. أرنولد) فى كتابه " الدعوة إلى الإسلام " وقائع كثيرة عن حالات التحول إلى الإسلام بين الصليبيين قال: " يظهر أن أخلاق صلاح الدين وحياته التى انطوت على البطولة قد أحدثتا فى أذهان المسيحيين فى عصره تأثيرا سحريا ص _١٠٨


الصفحة التالية
Icon