خاصا، حتى أن نفرا من الفرسان المسيحيين قد بلغ من قوة انجذابهم إليه أن هجروا ديانتهم المسيحية وهجروا قومهم وانضموا إلى المسلمين... وكذلك كانت الحال عندما طرح النصرانية مثلا- فارس إنجليزى من فرسان المعبد يدعى " روبرت أوف سانت البانس فى سنة ١١٨٥ م " واعتنق الإسلام ثم تزوج بإحدى حفيدات صلاح! الدين، وبعد عامين غزا صلاح الدين فلسطين وهزم الجيش المسيحى هزيمة منكرة فى واقعة حطين، وكان " جوى " ملك بيت المقدس بين الأسرى. وحدث فى مساء المعركة أن ترك الملك ستة من فرسانه، قد حقت فيهم روح شريرة؟؟!! وفروا إلى معسكر صلاح الدين، حيث أسلموا بمحض إرادتهم ". وبعد أن يستعرض " توماس أرنولد " حالات التحول من النصرانية فى الحروب الصليبية إلى الإسلام، ويذكر نماذج عدة منها، يعقب على ذلك بقوله: " ولا شك أن هذه الأخبار المبعثرة، تحمل الدليل على أن تحول المسيحيين إلى الإسلام ـ الذى لم يصلنا عنه أى خبر! ـ كان على نطاق واسع. فمن ذلك ما يقال من أن خمسة وعشرين ألفا من المرتدين عن المسيحية كانوا فى مدينة القاهرة حول نهاية القرن الخامس عشر. ولابد أنه كان هنالك أيضا كثيرون من هؤلاء المرتدين فى مدن الأراضى المقدسة، بعد زوال الإمارات اللاتينية فى الشرق. ولكن يظهر أن المسلمين الذين أرخوا هذه الفترة قد بلغ من شدة انهماكهم فى تسجيل مآثر الأمراء! وتقلبات الدول أنهم لم يوجهوا عنايتهم إلى التغير الدينى الذى طرأ على حياة الأفراد المغمورين. وبقدر ما هدانا إليه البحث، فقد كانت ملاحظتهم فى تتبع أخبار دخول المسيحيين فى الإسلام قليلة "! نقول: لماذا كان هذا المتتبع قليلا؟ ألم يك أمرا جديرا بالدرس والإذاعة والفخر؟ بلى! ولكن مؤرخينا- عفا الله- عنهم قلما اكترثوا بشئون الدعوة والثقافة والحضارة. ص _١٠٩


الصفحة التالية
Icon