عن ابن عباس. وقتادة، وكذا نقل فيه عنهما استثناء قُلْ أَرَأَيْتُمْ إلخ، وتمام الكلام في ذلك سيأتي إن شاء اللّه تعالى. وآيها خمس وثلاثون في الكوفي وأربع وثلاثون في غيره والاختلاف في «حم» وتسمى لمجاوزتها الثلاثين ثلاثين.
أخرج أحمد بسند جيد عن ابن عباس قال : أقرأني رسول اللّه - ﷺ - سورة من آل حم وهي الأحقاف وكانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آية سميت ثلاثين،
وروي أن رسول اللّه - ﷺ - قرأها على وجهين.
أخرج ابن الضريس والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال : أقرأني رسول اللّه - ﷺ - سورة الأحقاف فسمعت رجلا يقرؤها خلاف ذلك فقلت : من أقرأكها؟ قال : رسول اللّه - ﷺ - فقلت : واللّه لقد أقرأني رسول اللّه - ﷺ - غير ذا فأتينا رسول اللّه - ﷺ - فقلت : يا رسول اللّه ألم تقرئني كذا وكذا؟ قال : بلى فقال الآخر : ألم تقرئني كذا وكذا؟ قال : بلى فتمعّر وجه رسول اللّه - ﷺ - فقال :«ليقرأ كل واحد منكما ما سمع فإنما هلك من كان قبلكم بالاختلاف».
وأنت تعلم أن ما تواتر هو القرآن. ووجه اتصالها أنه تعالى لما ختم السورة التي قبلها بذكر التوحيد وذم أهل الشرك والوعيد افتتح هذه بالتوحيد ثم بالتوبيخ لأهل الكفر من العبيد (١)
* هذه السورة مكية وأهدافها نفس أهداف السور المكية، العقيدة في أصولها الكبرى (الوحدانية، الرسالة، البعث والجزاء) ومحور السورة الكريمة يدور حول " الرسالة والرسول " لإثبات صحة رسالة محمد ( - ﷺ - ) وصدق القرآن.
* تحدثت السورة في البدء عن القرآن العظيم، المنزل من عند الله بالحق، ثم تناولت الأوثان التي عبدها المشركون، وزعموا أنها آلهة مع الله تشفع لهم عنده، فبينت ضلالهم وخطأهم في عبادة ما لا يسمع ولا ينفع، لم تحدثت عن شبهة المشركين حول القرآن، فردت على ذلك بالحجة الدامغة، والبرهان الناصع.
* ثم تناولت نموذجين من نماذج البشرية في هدايتها وضلالها، فذكرت نموذج (الولد الصالح ) المستقيم في فطرته، البار بوالديه، الذي كلما زادت سنه وتقدم في العمر، ازداد تقى وصلاحا وإحسانا لوالديه.. ونموذج (الولد الشقي ) المنحرف عن الفطرة، العاق لوالديه، الذي يهزأ ويسخر من الإيمان والبعث والنشور ومال كل منهما.