٢ - بشّر عيسى عليه السلام في السورة المتقدمة بمحمد أو أحمد - ﷺ -، ثم ذكر في هذه السورة أنه هو الذي بشّر به عيسى : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ.
٣ - ختم اللّه تعالى سورة الصف السابقة بالأمر بالجهاد وسماه تِجارَةً وختم هذه السورة بالأمر بالجمعة، وأخبر أنه خير من التجارة الدنيوية.
٤ - في السورة المتقدمة أمر اللّه المؤمنين بأن يكونوا صفا واحدا في القتال، فناسب تعقيب سورة القتال بسورة صلاة الجمعة التي تستلزم الصف، لأن الجماعة شرط فيها دون سائر الصلوات.
ما اشتملت عليه السورة :
موضوع هذه السورة كالسور المدنية بيان أحكام التشريع، والهدف منها هنا بيان أحكام صلاة الجمعة المفروضة بدلا عن الظهر في يوم الجمعة.
بدأت السورة كسابقتها بتنزيه اللّه وتمجيده ووصفه بصفات الكمال. ثم أشادت بأوصاف النبي - ﷺ - خاتم النبيين ورحمة اللّه المهداة وهي عروبته وتلاوته آيات القرآن على قومه وتزكيتهم وتعليمهم الكتاب والسنة، سواء في زمنه أم للأجيال المتلاحقة، وبيان كون ذلك فضلا من اللّه ونعمة ورحمة.
ثم نعت على اليهود لتركهم العمل بأحكام التوراة، وتشبيههم بالحمار الذي يحمل على ظهره الكتب النافعة، ولكنه لا يفهم منها شيئا، ولا يناله إلا التعب، وذلك الشقاء بعينه.
ثم ذكرت طلب مباهلة اليهود إن كانوا أولياء اللّه بتمني الموت.
وختمت السورة بالحث على أداء صلاة الجمعة وإيجاب السعي لها بمجرد النداء الذي ينادى لها بالأذان والإمام على المنبر، وأباحت السعي وكسب الرزق عقب انتهاء الصلاة، وعاتبت المؤمنين الذين تركوا النبي - ﷺ -، وهو يخطب على المنبر، ومسارعتهم لرؤية قافلة التجارة. (١)
مدنية بالإجماع، وعدد آياتها إحدى عشرة آية. وقد تكلمت السورة على فضل اللّه بإرسال النبي - ﷺ - من العرب وتناولت اليهود حيث لم يحافظوا على شريعتهم، ثم بعد ذلك أتت بحكم تتعلق بالجمعة. (٢)
مدنية كما روي عن ابن عباس وابن الزبير والحسن ومجاهد وعكرمة وقتادة وإليه ذهب الجمهور، وقال ابن يسار : هي مكية، وحكي ذلك عن ابن عباس ومجاهد والأول هو الصحيح لما في صحيح البخاري وغيره عن أبي هريرة قال : كنا جلوسا عند النبي صلّى اللّه تعالى عليه وسلم حين أنزلت سورة الجمعة الحديث، وسيأتي قريبا إن شاء اللّه تعالى، وإسلامه رضي اللّه تعالى عنه بعد الهجرة بمدة بالاتفاق، ولأن
(٢) - التفسير الواضح ـ موافقا للمطبوع - (٣ / ٦٧١)