وعن مقاتل نزلت ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ﴾ في شأن وفد ثقيف حين أسلموا بعد غزوة هوازن وأتوا المدينة فأمرهم النبي - ﷺ - فقالوا: لا نجبي فإنها مسبة علينا. فقال لهم: "لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود ".
وهذا أيضا أضعف، وإذا صح ذلك فإنما أراد مقاتل أن النبي - ﷺ - قرأ عليهم الآية.
وهي السورة الثالثة والثلاثون في عداد ترتيب نزول السور عند جابر بن زيد. وأتفق العادون على عد آيها خمسين.
أغراضها
اشتملت على الاستدلال على وقوع البعث عقب فناء الدنيا ووصف بعض أشراط ذلك.
والاستدلال على إمكان إعادة الخلق بما سبق من خلق الإنسان وخلق الأرض.
ووعد منكريه بعذاب الآخرة ووصف أهواله.
والتعريض بعذاب لهم في الدنيا كما استؤصلت أمم مكذبة من قبل. ومقابلة ذلك بجزاء الكرامة للمؤمنين.
وإعادة الدعوة إلى الإسلام والتصديق بالقرآن لظهور دلائله. (١)
مناسبتها لما قبلها
كان ختام سورة « الإنسان » السابقة على هذه السورة، هوقوله تعالى :« يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً » وفى هذا وعد للمؤمنين ووعيد للكافرين.. وهذا الوعد، وذلك الوعيد إنما يتحققان يوم القيامة، فكان لا بد من إبراز هذا اليوم، والتأكيد على وقوعه، وذلك مما يزيد فى إيمان المؤمنين، ويرفع الحجب الكثيفة عن عيون كثير من الذين لا يؤمنون.. وهذا ما جاءت هذه السورة « المرسلات » مقررة، ومؤكدة له. (٢)
مقدمة وتمهيد
١ - سورة « المرسلات » هي السورة السابعة والسبعون في ترتيب المصحف، أما ترتيبها في النزول فهي السورة الثالثة والثلاثون، وقد كان نزولها بعد سورة « الهمزة »، وقبل سورة « ق ».
وهي من السور المكية الخالصة، وقيل إن آية : وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ مدنية، وهذا القيل لا وزن له، لأنه لا دليل عليه. وعدد آياتها : خمسون آية.
(٢) - التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع - (١٥ / ١٣٨٨)