* وختمت السورة الكريمة بالحديث عن هول يوم القيامة، حيث يتمنى الكافر أن يكون ترابا فلا يحشر ولا يحاسب [ إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ]. (١).
في السورة استنكار لما يبدو من الكفار من استعظام خبر البعث والجزاء الأخرويين وتوكيد بوقوعهما وتدليل على قدرة اللّه عليهما بمشاهد كون اللّه وعظمته ونواميسه. وإنذار بأهوال القيامة ومشاهدها ووصف قوي لمصائر الكفار والمؤمنين فيها.
وآياتها منسجمة متوازنة مما يسوغ القول إنها نزلت دفعة واحدة.. (٢)
سورة النّبأ، أو : عمّ مكيّة، وهي أربعون آية.
تسميتها : تسمى سورة عم وسورة النبأ لافتتاحها بقول اللّه تبارك وتعالى :
عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ وهو خبر القيامة والبعث الذي يهتم بشأنه، ويسأل الناس عن وقت حدوثه.
مناسبتها لما قبلها :
تظهر مناسبة هذه السورة لما قبلها وهي المرسلات من وجوه ثلاثة :
١ - تشابه السورتين في الكلام عن البعث وإثباته بالدليل، وبيان قدرة اللّه عليه، وتوبيخ الكفار المكذبين به، ففي المرسلات : أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً وفي هذه قال : أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً.. الآيات [٦ - ١٦].
٢ - اشتراك السورتين في وصف الجنة والنار، ونعيم المتقين وعذاب الكافرين، ووصف يوم القيامة وأهواله.
٣ - فصّلت هذه السورة ما أجمل في السورة المتقدمة، فقال تعالى في المرسلات : لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ، لِيَوْمِ الْفَصْلِ، وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ [١٢ - ١٤] وقال سبحانه في هذه السورة : إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً [١٧] إلى آخر السورة.
ما اشتملت عليه السورة :

(١) - صفوة التفاسير ـ للصابونى - (٣ / ٤٥٠)
(٢) - التفسير الحديث لدروزة- موافق للمطبوع - (٥ / ٤٠٤)


الصفحة التالية
Icon