ثم أقسم اللَّه بالشفق والليل والقمر على ملاقاة المشركين في القيامة أهوالا شديدة، وأحوالا عصيبة : فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ... [الآيات : ١٦ - ١٩].
وختمت السورة بتوبيخ المشركين والكفار والملاحدة والوجوديين وأمثالهم على عدم إيمانهم باللَّه تعالى، وبإنذارهم بالعذاب الأليم، والتنبيه على نجاة المؤمنين الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح، ومنحهم الثواب الدائم المستمر الذي لا ينقطع ولا ينقص : فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ... [الآيات : ٢٠ - ٢٥].
والخلاصة : أن السورة اشتملت على مقصدين : بيان ما يلاقيه الإنسان من نتائج أعماله يوم القيامة، وانحصار المصير إما في جنات النعيم وإما في نيران الجحيم. (١)
وهي مكية. وآياتها خمس وعشرون آية، تتضمن ذكر مقدمات يوم القيامة، ونهاية كل إنسان، وما يكون عليه يوم القيامة، ثم القسم بالشفق والليل والقمر لتكونن في حياة ثانية تكون كالأولى، ثم الإنكار عليهم لعدم إيمانهم، وتكذيبهم. (٢)
ويقال سور انشقت وهي مكية بلا خلاف وآيها ثلاث وعشرون آية في البصري والشامي وخمس وعشرون في غيرهما، ووجه مناسبتها لما قبلها يعلم مما نقلناه عن الجلال السيوطي فيما قبل وأوجز بعضهم في بيان وجه ترتيب هذه السور الثلاث فقال : إن في انفطرت التعريف بالحفظة الكاتبين وفي المطففين مقر كتبهم وفي هذه عرضها في القيامة. (٣)
* سورة الانشقاق مكية، وقد تناولت الحديث عن أهوال القيامة، كشأن سائر السور المكية التي تعالج أصول العقيدة الإسلامية
* ابتدأت السورة الكريمة بذكر بعض مشاهد الآخرة، وصورت الإنقلاب الذي يحدث في الكون عند قيام الساعة [ إذا السماء انشقت، وأذنت لربها وحقت، وإذا الأرض مدت، وألقت ما فيها وتخلت، وأذنت لربها وحقت
* ثم تحدثت عن مصير الإنسان، الذي يكد ويتعب في تحصيل أسباب رزقه ومعاشه، ليقدم لآخرته ما يشتهي من صالح أو طالح، ومن خير أو شر، ثم هناك الجزاء العادل [ يا أيها الإنسان انك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه، فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ] الآيات

(١) - التفسير المنير ـ موافقا للمطبوع - (٣٠ / ١٣٦)
(٢) - التفسير الواضح ـ موافقا للمطبوع - (٣ / ٨٤٢)
(٣) - روح المعانى ـ نسخة محققة - (١٥ / ٢٨٦)


الصفحة التالية
Icon