* هذه السورة الكريمة من السور المكية، وهي تعالج بعض الأمور المتعلقة بالعقيدة الإسلامية ومحور السورة يدور حول الإيمان بالبعث والنشور، وقد أقامت البرهان الساطع، والدليل القاطع على قدرة الله جل وعلا على إمكان البعث، فإن الذي خلق الإنسان من العدم، قادر على إعادته بعد موته.
* ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بالسماء ذات الكواكب الساطعة، التي تطلع ليلا لتضيء للناس سبلهم، ليهتدوا بها في ظلمات البر والبحر، أقسم تعالى على أن كل إنسان، قد وكل به من يحرسه، ويتعهد أمره من الملائكة الأبرار [ والسماء والطارق، ومما أدراك ما الطارق، النجم الثاقب، إن كل نفس لما عليها حافظ ] الآيات
* ثم ساقت الأدلة والبراهين، على قدرة رب العالمين، على إعادة الإنسان بعد فنائه [ فلينظر الإنسان مما خلق ؟ خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب، إنه على رجعه لقادر الآيات.
* ثم أخبرت عن كشف الأسرار، وهتك الأستار في الآخرة عن البشر، حيث لا معين للإنسان ولا نصير [ يوم تبلى السرائر، فما له من قوة ولا ناصر
* وختمت السورة الكريمة بالحديث عن القرآن العظيم، معجزة محمد في الخالدة، وحجته البالغة إلى الناس أجمعين، وبينت صدق هذا القرآن، وأوعدت الكفرة المجرمين بالعذاب الأليم لتكذبهم بالقرآن الساطع المنير (١)
مقصودها بيان مجد القرآن فيب ضصدقه فيب الإخبار بتنعيم أهل الإيمان، وتعذيب أهل الكفران، في يوم القيامة حين تبلى السرائر وتكشف المخبات الضمائر عن مثقال الذر وما دون المثقال، مما دونته الحفطة الكرام في صحائف الأ " مال، بعد استيفاء الآجال، كما قدر في أزل الآزال، من غير استعجال، ولا تأخير عن الوقت المضروب ولا إهمال، واسمها الطارق أدل ما فيها على هذا الموعود الصادق بتأمل القسم والمقسم عليه حسب ما اتسق الكلام إليه (٢)
جاء في مقدمة هذا الجزء أن سورة تمثل طرقات متوالية على الحس. طرقات عنيفة قوية عالية، وصيحات بنوّم غارقين في النوم... تتوالى على حسهم تلك الطرقات والصيحات بإيقاع واحد ونذير واحد. «اصحوا.
تيقظوا. انظروا. تلفتوا. تفكروا. تدبروا. إن هنالك إلها. وإن هنالك تدبيرا. وإن هنالك تقديرا. وإن هنالك ابتلاء. وإن هنالك تبعة. وإن هنالك حسابا وجزاء. وإن هنالك عذابا شديدا ونعيما كبيرا..».
(٢) - نظم الدرر ـ موافق للمطبوع - (٨ / ٣٨٥)