وعن عائشة - رضى اللّه عنها - أن رسول اللّه - ﷺ - كان يقرأ في الوتر : سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ « ١ ».
٣ - وعدد آياتها تسع عشرة آيه. وهي من السور المكية الخالصة. قال الآلوسى :
والجمهور على أنها مكية، وعن بعضهم أنها مدنية.
والدليل على كونها مكية، ما أخرجه البخاري عن البراء بن عازب قال : أول من قدم علينا من أصحاب النبي - ﷺ - مصعب بن عمير، وابن أم مكتوم، فجعلا يقرئاننا القرآن، ثم جاء عمار بن ياسر، وسعد بن أبى وقاص، وبلال، ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين، ثم جاء النبي - ﷺ - فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به، حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون : هذا رسول اللّه - ﷺ - قد جاء، فما جاء حتى قرأت سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى في سور مثلها.. « ١ ».
ومما يدل - أيضا - على أن هذه السورة مكية، بل من أوائل السور المكية، ما ذكره الإمام السيوطي، من أن هذه السورة كان ترتيبها في النزول الثامنة من بين السور المكية، فقد كان نزولها بعد سورة « التكوير » وقبل سورة « الليل »، بل هناك رواية عن ابن عباس أنها السورة السابعة، إذ لم يسبقها سوى سورة : العلق، والمدثر، والمزمل، والقلم، والمسد، والتكوير.. « ٢ ».
٤ - والسورة الكريمة من أهم مقاصدها : إقامة الأدلة على وحدانية اللّه - تعالى - وعلى أنه - تعالى - منزه عن كل نقص، وإبراز جانب عظيم من نعمه التي لا تحصى، وامتنانه على نبيه - ﷺ - بالشريعة السمحة، وبالقرآن الكريم. (١)
تتضمن السورة أمر النبي - ﷺ - بتقديس اسم اللّه، وإيذانا له بأن اللّه ميسره في طريق اليسر، وأمره بالتذكير وتبشير المستجيبين بالفلاح وإنذار المتمردين بالنار.
وأسلوبها يلهم أنها بسبيل عرض عام للدعوة وأهدافها ومهمة النبي - ﷺ -. وليس فيها مواقف ومشاهد جدلية، ولعلها نزلت بعد الفاتحة. أو نزلت قبل نزول ما تضمن حكاية مواقف الكفار وأقوالهم والرد عليهم. (٢)
سورة الأعلى مكيّة، وهي تسع عشرة آية.
(٢) - التفسير الحديث لدروزة- موافق للمطبوع - (١ / ٥١١)