وتوجيهه إلى النظر في خلق الله الموجودات وخاصة خلقه الإنسان خلقا عجيبا مستخرجا من علقة فذلك مبدأ النظر.
وتهديد من كذب النبي - ﷺ - وتعرض ليصده عن الصلاة والدعوة إلى الهدى والتقوى.
وإعلام النبي - ﷺ - أن الله عالم بأمر من يناوونه وأنه قامعهم وناصر رسوله.
وتثبيت الرسول على ما جاءه من الحق والصلاة والتقرب إلى الله.
وأن لا يعبأ بقوة أعداءه لأن قوة الله تقهرهم. (١)
مناسبتها لما قبلها
كانت سورة « التين » مواجهة للإنسان فى خلقه القويم، الجليل، الذي خلقه اللّه عليه، وأن هذا الإنسان إذا استطاع أن يحتفظ بهذا الخلق الكريم، كان فى أعلى عليين.. أما إذا لم يحسن سياسة هذا الخلق، ولم يحسن تدبيره فإنه يهوى إلى أسفل سافلين. وتبدا سورة « العلق » بهذه الواجهة مع الإنسان فى أعلى منازله، وأكرم وأشرف صورة له، وهو رسول اللّه « محمد » صلوات اللّه وسلامه عليه، مدعوّا من ربه إلى أكمل كمالات الإنسان، وأكرم ما يتناسب مع كماله وشرفه، وهو القراءة، التي هى مجلى العقل، ومنارة هديه ورشده. وبهذا تكون المناسبة جامعة بين السورتين، ختاما، وبدءا. (٢)
مقدمة وتمهيد
١ - هذه السورة الكريمة تسمى سورة « العلق »، وتسمى سورة « اقرأ » وعدد آياتها تسع عشرة آية في المصحف الكوفي، وفي الشامي ثماني عشرة آية، وفي الحجازي عشرون آية.
وصدر هذه السورة الكريمة يعتبر أول ما نزل من قرآن على النبي - ﷺ -.
٢ - ومن أغراضها : التنويه بشأن القراءة والكتابة، والعلم والتعلم، والتهديد لكل من يقف في وجه دعوة الإسلام التي جاء بها النبي - ﷺ - من عند ربه - عز وجل - وإعلام النبي - ﷺ - بأن اللّه - تعالى - مطلع على ما يبيته له أعداؤه من مكر وحقد، وأنه - سبحانه - قامعهم وناصره عليهم، وأمره - ﷺ - بأن يمضى في طريقه، دون أن يلتفت إلى مكرهم أو سفاهاتهم. (٣)
تضع جميع تراتيب السور المروية هذه السورة أولى السور ترتيبا. والمتبادر أن ذلك بسبب كون الآيات الخمس الأولى منها هي أولى آيات القرآن نزولا على ما عليه الجمهور. لأن مضمون باقي الآيات

(١) - التحرير والتنوير لابن عاشور - (٣٠ / ٣٨٢)
(٢) - التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع - (١٥ / ١٦٢١)
(٣) - التفسير الوسيط للقرآن الكريم-موافق للمطبوع - (١٥ / ٤٥١)


الصفحة التالية
Icon