وأمره بأن يشكر الله على ذلك بالإقبال على العبادة.
وأن ذلك هو الكمال الحق لا ما يتطاول به المشركون على المسلمين بالثروة والنعمة وهم مغضوب عليهم من الله تعالى لأنهم أبغضوا رسوله، وغضب الله بتر لهم إذا كانوا بمحل السخط من الله.
وإن انقطاع الولد الذكر فليس بترا لأن ذلك لا أثر له في كلام الإنسان. (١)
مناسبتها لما قبلها
فى سورة « الماعون »، توعد اللّه الذين لا يقيمون الصلاة، ولا يؤدّون الزكاة لأنهم مكذبون بالدين، غير مؤمنين بالبعث والحساب، والجزاء ـ توعد اللّه سبحانه هؤلاء، بالويل والهلاك، والعذاب الشديد فى نار جهنم.. وفى مقابل هذا، جاءت سورة الكوثر تزفّ إلى سيد المؤمنين باللّه واليوم الآخر، هذا العطاء الجزيل، وذلك الفضل الكبير من ربه.. ومن هذا العطاء، وذلك الفضل، ينال كلّ مؤمن ومؤمنة نصيبه من فضل اللّه، وعطائه على قدر ما عمل.." (٢)
مقدمة وتمهيد
سورة « الكوثر » وتسمى - أيضا - سورة « النحر »، تعتبر أقصر سورة في القرآن الكريم، وهي من السور المكية عند الجمهور، وقيل مدنية.
قال بعض العلماء : والأظهر أن هذه السورة مدنية، وعلى هذا سنسير في تفسير آياتها، وعلى القول بأنها مكية عددها الخامسة عشرة، في عداد نزول السور، نزلت بعد سورة « العاديات »، وقيل سورة « التكاثر »، وعلى القول بأنها مدنية، فقد قيل إنها نزلت في الحديبية. وعدد آياتها ثلاث آيات بالاتفاق « ١ ».
والسورة الكريمة بشارة للنبي - ﷺ - بأن اللّه - تعالى - سيعطيه الخير الجزيل، والذكر الخالد. (٣)
في السورة بشرى وتطمئن للنبي - ﷺ - وتنديد بمبغضيه. وقد روي أنها مدنية ومضمونها وأسلوبها يلهمان مكيتها وهو ما عليه الجمهور. (٤)
سورة الكوثر مكيّة، وهي ثلاث آيات.
مكيتها أو مدنيتها : هذه السورة مكية في المشهور وقول الجمهور، وقال الحسن وعكرمة وقتادة : مدنية، وهو رأي ابن كثير.
(٢) - التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع - (١٥ / ١٦٨٩)
(٣) - التفسير الوسيط للقرآن الكريم-موافق للمطبوع - (١٥ / ٥٢١)
(٤) - التفسير الحديث لدروزة- موافق للمطبوع - (٢ / ١١)