٢ - وقد ورد في فضلها أحاديث متعددة، منها ما أخرجه البخاري عن أبى سعيد الخدري، أن رجلا سمع رجلا يقرأ هذه السورة، ويرددها، فلما أصبح ذكر ذلك للنبي - ﷺ - فقال :
« والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن » « ٢ ».
قال بعض العلماء ومعنى هذا الحديث : أن القرآن أنزل على ثلاثة أقسام : ثلث منها الأحكام، وثلث منها وعد ووعيد، وثلث منها الأسماء والصفات، وهذه السورة جمعت الأسماء والصفات.
٣ - وقد ذكروا في سبب نزولها روايات منها : أن المشركين قالوا : يا محمد، انسب لنا ربك، فأنزل اللّه - تعالى - هذه السورة الكريمة... « ٣ ».
وجمهور العلماء على أنها السورة الثانية والعشرون في ترتيب النزول. ويرى بعضهم أنها مدنية، والأول أرجح، لأنها جمعت أصل التوحيد، وهذا المعنى غالب في السور المكية.
وعدد آياتها خمس آيات في المصحف الحجازي والشامي، وأربع آيات في الكوفي والبصري. (١)
في السورة تقرير العقيدة الإسلامية بذات اللّه بأسلوب حاسم وقطعي ووجيز.
وأسلوبها عام التوجيه والتقرير. وهناك روايات تذكر أنها مدنية وأخرى تذكر أنها مكية. والمصحف الذي اعتمدنا عليه يروي مكيتها، كما أنها مكية في التراتيب الكاملة المروية الأخرى «١». ومن أسمائها «الصمد» وبذلك يتم الاتساق في تسميتها مع أسلوب تسمية السورة بصورة عامة.
ولقد روى البخاري وأبو داود عن أبي سعيد :«أن رجلا سمع رجلا يقرأ قل هو اللّه أحد يردّدها فلما أصبح جاء إلى رسول اللّه - ﷺ - فذكر ذلك له وكأنّ الرجل يتقالّها فقال رسول اللّه والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن» «٢». وروى الشيخان والترمذي عن أبي الدرداء عن النبي - ﷺ - قال :«أ يعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن. قالوا وكيف يقرأ في ليلة ثلث القرآن قال قل هو اللّه أحد تعدل ثلث القرآن» «٣». وحديث رواه مسلم والترمذي عن أبي هريرة عن النبي - ﷺ - قال :
«احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن فحشد من حشد فخرج نبيّ اللّه فقرأ قل هو اللّه أحد ثم دخل فقال بعضنا لبعض إني أرى هذا خبرا جاءه من السماء فذاك الذي أدخله ثم خرج نبيّ اللّه فقال إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن ألا إنها تعدل ثلث القرآن» «٤». وروى مسلم حديثا جاء فيه :«بعث النبي - ﷺ - رجلا على سريّة فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو اللّه أحد فلما رجعوا ذكر ذلك للنبي - ﷺ - فقال سلوه لأيّ شيء يصنع ذلك فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن فأنا أحبّ أن أقرأ بها فقال رسول اللّه - ﷺ - أخبروه أنّ اللّه يحبّه» «١».