هى امتداد لسورة « الفلق » قبلها، ومتممة لما يستعاذ باللّه منه.. و« المعوذتان » أشبه بسورة واحدة، ولهذا فقد جمعهما اسم واحد :« المعوذتان ». (١)
مقدمة وتمهيد
١ - سورة « الناس » كان نزولها بعد سورة « الفلق »، وتسمى سورة المعوذة الثانية، والسورتان معا تسميان بالمعوذتين، كما سبق أن أشرنا، وعدد آياتها ست آيات... (٢)
في السورة تعليم بالاستعاذة من وسوسة الموسوسين وشرهم إنسا كانوا أم جنا. وبعض الروايات تذكر أنها مكية وبعضها تذكر أنها مختلف في مكيتها ومدنيتها ومعظم روايات ترتيب النزول تسلكها في سلك السور المكية المبكرة في النزول. وأسلوبها يسوغ ترجيح مكيتها وتبكير نزولها. ولقد أوردنا الأحاديث النبوية التي تذكر تعوذ النبي - ﷺ - بهذه السور وأمره بذلك ونوهنا بما في ذلك من حكمة في مطلع تفسير السورة السابقة فنكتفي بهذه الإشارة. (٣)
سورة الناس مدنيّة، وهي ست آيات.
تسميتها : سميت سورة الناس لافتتاحها بقول اللَّه تبارك وتعالى : قُلْ : أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ.. وتكررت كلمة النَّاسِ فيها خمس مرات. وقد نزلت مع ما قبلها، وهي مكية عند الأكثر، وقيل : مدنية كما تقدم. وعرفنا وجه مناسبتها لما سبقها.
وهي آخر سورة في القرآن، وقد بدئ بالفاتحة التي هي استعانة باللَّه وحمد له، وختم بالمعوذتين للاستعانة باللَّه أيضا.
ما اشتملت عليه السورة :
اشتملت هذه السورة، وهي ثاني المعوذتين على الاستعاذة باللَّه تعالى والالتجاء إلى ربّ الناس الملك الإله الحق من شرّ إبليس وجنوده الذين يغوون الناس بوسوستهم.
وقد عرفنا أن هذه السورة وسورة الفلق والإخلاص تعوذ بهن رسول اللَّه - ﷺ - من سحر اليهود. وقيل : إن المعوذتين كان يقال لهما المقشقشتان، أي تبرئان من النفاق.

(١) - التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع - (١٥ / ١٧٤٥)
(٢) - التفسير الوسيط للقرآن الكريم-موافق للمطبوع - (١٥ / ٥٤٧)
(٣) - التفسير الحديث لدروزة- موافق للمطبوع - (٢ / ٥٩)


الصفحة التالية