٣- كل سورة فيها ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ وليس فيها ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ فهي مكية إلا سورة الحج ففي أواخرها: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا﴾٢ مع أن كثيرا من العلماء يرون أنها مكية.
٤- كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الغابرة فهي مكية سوى البقرة٣.
٥- كل سورة فيها قصة آدم وإبليس فهي مكية سوى البقرة أيضًا٤.
٦- كل سورة تفتتح بحروف التهجي :﴿الم﴾ و﴿الر﴾ ونحو ذلك فهي مكية سوى الزهراوين وهما البقرة وآل عمران، وفي سورة الرعد خلاف، فبعضهم يرى أنها مدنية لا مكية٥.
وهذه الخصائص الست -إذا حفظ ما استثني منها جانبا- أمارات قطعية لا تتخلف. وهناك أمارات غالبة رجح امتياز القسم المكي بها. فمما يكثر في السور المكية ويشيع:
١- قصر الآيات والصور وإيجازها وحرارة تعبيرها وتجانسها الصوتي.
٢- الدعوة إلى أصول الإيمان بالله واليوم الآخر، وتصوير الجنة والنار.
٣- الدعوة إلى التمسك بالأخلاق الكريمة والاستقامة على الخير.
٤- مجادلة المشركين وتسفيه أحلامهم.
٥- كثرة القسم جريا على أساليب العرب١.
وأما السور المدنية فمن خصائصها القطعية:
١- أن كل سورة فيها إذن بالجهاد أو ذكر له وبيان لأحكامه فهي مدنية.
٢- أن كل سورة فيها تفاصيل لأحكام الحدود والفرائض والحقوق والقوانين المدنية والاجتماعية والدولية فهي مدنية٢.
٣- أن كل سورة فيها ذكر المنافقين فهي مدنية ما عدا سورة العنكبوت فإنها مكية٣، إلا أن الآيات الإحدى عشرة الأولى منها مدنية، وفيها ذكر المنافقين.
٤- مجادلة أهل الكتاب ودعوتهم إلى الغلو في دينهم٤.
ومن الأمارات الغالبة٥ التي يرجح امتياز القسم المدني بها:
١- طول أكثر سوره وبعض آياته وإطنابها وأسلوبها التشريعي الهادي.
٢- تفصيل البراهين والأدلة على الحقائق الدينية.
وهذه الخصائص الموضوعية والأسلوبية، سواء أكانت قطعية أم أغلبية، تصور الخطى الحكيمة المتدرجة التي كان يخطوها الإسلام في تشريعه: فخطاب أهل المدينة لا يمكن أن يكون مماثلا لخطاب أهل مكة، لأن البيئة الجديدة في المدينة أصبحت تستدعي التفصيل في التشريع، وفي بناء المجتمع الجديد. فكان لا بد أن يطنب القرآن بعد الإيجاز، ويفصل بعد الإجمال، ويراعي حال المخاطبين في كل آياته وسوره.