يسبق إليه، وذكر في بداية كل سورة مقاصدها بشكل موجز، ولكنه عميق. قال في بداية تفسيره لسورة الفاتحة " فالغرض الذي سبقت له الفاتحة هو إثبات استحقاق الله تعالى لجميع المحامد وصفات الكمال، واختصاصه بملك الدنيا والآخرة، وباستحقاق العبادة والاستعانة بالسؤال في المن بإلزام صراط الفائزين والإنقاذ من طريق الهالكين مختصا بذلك كله، ومدار ذلك كله مراقبة العباد لربهم، لإفراده بالعبادة. فهو مقصود الفاتحة بالذات وغيرها وسائل إليه. " (١)
ثم الإمام الآلوسي في تفسيره الضخم، فقد ذكر في بداية كل سورة تناسبها مع التي قبلها، وغالباً ما ينقل ذلك عن الإمام السيوطي.
وأكثر من تكلَّم في موضوعات السور وأهدافها ومقاصدها المفسرون المعاصرون، وأولهم المراغي رحمه الله حيث ذكر في مقدمة كل سورة وجه تناسبها مع التي قبلها، ثم ذكر في نهاية كل سورة - غالبا- أهم مقاصد السورة بشكل دقيق، بحيث تصلح لأن تكون بمثابة عناوين لموضوعات سور القرآن.
يقول في آخر تفسير سورة الزلزلة :
" اشتملت هذه السورة الكريمة على مقصدين :
(١) اضطراب الأرض يوم القيامة ودهشة الناس حينئذ.
(٢) ذهاب الناس لموقف العرض والحساب ثم مجازاتهم على أعمالهم." (٢)
ثم تلاه الحجازي رحمه الله صاحب التفسير الواضح، حيث ذكر في بداية كل سورة أهم الموضوعات التي اشتملت عليها، ولكن بشكل موجز، فمثلاً يقول في بداية تفسيره لسورة الزلزلة :
" وفيها أثبت اللّه أن الخير مهما كان سيجازى عليه صاحبه، وأن الشر مهما كان سيجازى عليه صاحبه، كل ذلك يوم القيامة. " (٣)
ثم تلاه دروزة رحمه الله في التفسير الحديث، حيث ذكر ذلك في مقدمة كل سورة، ولكن بشكل موجز، لكنه أكثر من التفسير الواضح، يقول في تفسير سورة الزلزلة :
" في السورة إنذار بيوم القيامة وهوله وحسابه. وحثّ على الخير وتحذير من الشرّ بصورة عامة....." (٤)
(٢) - تفسير الشيخ المراغى ـ موافقا للمطبوع - (٣٠ / ٢٢٠)
(٣) - التفسير الواضح ـ موافقا للمطبوع - (٣ / ٨٩٢)
(٤) - التفسير الحديث لدروزة- موافق للمطبوع - (٦ / ١١٨)