قوامه الرجل " وأنها ليست قوامه استعباد وتسخير، وإنما هي قوامة نصح وتأديب، كالتي تكون بين الراعي ورعيته.
ثم انتقلت من دائرة الأسرة إلي " دائرة المجتمع " فأمرت بالإحساس في كل شيء، وبينت أن أساس الإحسان التكافل والتراحم، والتناصح والتسامح، والأمانة والعدل، حتي يكون المجتمع راسخ البنيان قوي الأركان.
ومن الإصلاح الداخلي انتقلت الآيات إلى الاستعداد للأمن الخارجي الذي يحفظ على الأمة استقرارها وهدوءها، فأمرت بأخذ العدة لمكافحة الأعداء، كفرة كانوا أم منافقين!
ثم وضعت بعض قواعد المعاملات الدولية بين المسلمين والدول الأخرى المحايدة أو المعادية.
واستتبع الأمر بالجهاد حملة ضخمة على المنافقين، فهم نابتة السوء وجرثومة الشر التي ينبغي الحذر منها، وقد تحدثت السورة الكريمة عن مكايدهم وخطرهم.
كما نبهت إلى خطر أهل الكتاب وبخاصة اليهود وموقفهم من رسل الله الكرام.
ثم ختمت السورة الكريمة ببيان ضلالات النصارى في أمر المسيح (عيسى ابن مريم) حيث غالوا فيه حتى عبدوه ثم صلبوه (( اي زعموا أنه صلب وقد أحسن من قال : إذا صلب الإله بفعل عبد يهودي فما هذا الإله ؟)) مع اعتقادهم بألوهيته، واخترعوا فكرة (التثليث)فأصبحوا كالمشركين الوثنيين، وقد دعتهم الآيات إلى الرجوع عن تلك الضلالات، إلى العقيدة السمحة الصافية (عقيدة التوحيد) وصدق الله حيث يقول :[ ولا تقولوا ثلاثه انتهوا خيرا لكم انما الله اله واحد ]
التسمية
سميت سورة النساء لكثرة ما ورد فيها من الاحكام التى تتعلق بهن، بدرجة لم توجد فى غيرها من السور، ولذلك اطلق عليها " سورة النساء الكبرى " فى مقابلة " سورة النساء الصغرى " التى عرفت فى القران بسورة الطلاق [ يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن.. ] الآية.
قال الله تعالى :[ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقم من نفس واحدة.. إلى.. إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ] من آية (١) إلى آية (١٠). (١)
مقصودها الاجتماع على التوحيد الذي هدت إليه آل عمران، والكتاب الذي حدت عليه البقرة لأجل الدين الذي جمعته الفاتحة تحذيرا مما أراده شأس بن قيس وأنظاره من الفرقة، وذه السورة من أواخر ما نزل، روى البخاري في فضائل القرآ، " عن يوسف بن ماهك أن عراقيا سأل أم المؤمنين عائشة رضي