، وهي أول جريمة في الأرض. والثالثة - قصة المائدة التي كانت معجزة خارقة لعيسى عليه السلام أمام صحبه الحواريين. (١)
أهم الأصول التي انفردت بها هذه السورة :
(١) بيان أن اللّه أكمل هذا الدين الذي ارتضى لهم، وأن دين اللّه واحد وإن اختلفت شرائع الأنبياء ومناهجهم، وأن هذا الدين مبنى على العلم اليقيني فى الاعتقاد والهداية فى الأخلاق والأعمال، وأن التقليد فيه باطل لا يقبله اللّه، وأن أصول الدين الإلهى على ألسنة الرسل كلهم هى الإيمان با للّه واليوم الآخر والعمل الصالح، فمن أقامها كما أمرت الرسل من أي ملة كاليهود والنصارى والصابئين فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
(٢) بيان عموم بعثة النبي - ﷺ - وأمره بالتبليغ العام، وأنه لا يكلف إلا التبليغ فقط، ومن حجج رسالته أنه بيّن لأهل الكتاب كثيرا مما كانوا يخفون من كتبهم مما ضاع قبل بعثة النبي - ﷺ -، ومما كانوا يكتمونه من الأحكام اتباعا لأهوائهم، وأن هذا الرسول قد عصمه اللّه وحفظه من أن يضره أحد أو يصده عن تبليغ رسالة ربه، وأننا نهينا عن سؤاله عن أشياء من شأنها أن تسوء المؤمنين إذا أبديت لهم لما فيها من زيادة لتكاليف.
(٣) بيان أن اللّه أوجب على المؤمنين إصلاح أنفسهم أفراد وجماعات، وأنه لا يضرهم من ضل إذا هم استقاموا على صراط الهداية، فهو لا يضرهم لا فى دنيا ولا دين، ومن ذلك الوفاء بالعقود التي يتعاقدون عليها فى جميع المعاملات الدنيوية، وتحريم الاعتداء على قوم بسبب بغضهم وعداوتهم، والتعاون على البر والتقوى كتأليف الجماعات العلمية والخيرية وتحريم التعاون على الإثم والعدوان، وتحريم موالاة المؤمنين للكافرين وبيان أن ذلك من آيات النفاق.
(٤) تفصيل أحكام الطعام حلاله وحرامه، وبيان أن التحريم منه إما ذاتى كالميتة وما فى معناها، وإما لسبب دينى كالذى يذبح للأصنام، وبيان أن الضرورات تبيح المحظورات.
(٥) تحريم الخمر وكل مسكر، والميسر وهو القمار وما فى حكمه (كالمضاربات فى البورصة).
(٦) وجوب الشهادة بالقسط والحكم بالعدل والمساواة بين غير المسلمين والمسلمين ولو للأعداء على الأصدقاء وتأكيد وجوب ذلك فى سائر الأحكام.
(٧) بيان تفويض أمر الجزاء فى الآخرة إلى اللّه وحده، وأن النافع فى ذلك اليوم هو الصدق.