٨ - بيان ما أنعم اللّه به على نبيه من إنزال القرآن [٨٧] وإهلاك أعدائه المستهزئين [٩٥] وأمره بعدم الافتتان بتمتيع الآخرين بالدنيا، وأمره بالتواضع للمؤمنين [٨٨] والجهر بالدعوة [٩٤] والصبر والتسبيح والعبادة حتى الموت عند مضايقته باستهزاء المشركين [٩٧ - ٩٩].
والخلاصة : تضمنت السورة دلائل التوحيد، وأحوال القيامة، وصفة الأشقياء والسعداء، وبعض قصص الأنبياء، وأفضال اللّه على نبيه المصطفى - ﷺ -. (١)
مكية. وحكى القرطبي الإجماع على ذلك. وعدد آياتها تسع وتسعون، وسميت سورة الحجر لذكر قصة أصحاب الحجر فيها، وهي كبقية السور المكية تدور حول نقاش المشركين في معتقداتهم وأفكارهم وما يتبع ذلك من إثبات البعث وبيان مظاهر قدرة اللّه أو تذكير الإنسان بنشأته الأولى، وعلاقته بالملائكة والجن، ثم ذكر قصص بعض الأنبياء، وختام السورة بالحديث مع الرسول - ﷺ -. (٢)
هى مكية وآيها تسع وتسعون.
ومناسبتها لما قبلها من وجوه :
(١) إنها افتتحت بمثل ما افتتحت به سابقتها من وصف الكتاب المبين.
(٢) إنها شرحت أحوال الكفار يوم القيامة وتمنيهم أن لو كانوا مسلمين كما كانت السالفة كذلك.
(٣) إن فى كل منهما وصف السموات والأرض.
(٤) إن فى كل منهما قصصا مفصّلا عن إبراهيم عليه السلام.
(٥) إن فى كل منهما تسلية لرسوله - ﷺ - بذكر ما لاقاه الرسل السالفون من أممهم وكانت العاقبة للمتقين. (٣)
وجه مناسبتها لما قبلها أنها مفتتحة بنحو ما افتتح به السورة السابقة ومشتملة أيضا على شرح أحوال الكفرة يوم القيامة وودادتهم لو كانوا مسلمين، وقد اشتملت الأولى على نحو ذلك، وأيضا ذكر في الأول طرف من أحوال المجرمين في الآخرة، وذكر هنا طرف مما نال بعضا منهم في الدنيا، وأيضا قد ذكر سبحانه في كل مما يتعلق بأمر السموات والأرض ما ذكر، وأيضا فعل سبحانه نحو ذلك فيما يتعلق بإبراهيم عليه السلام، وأيضا في كل من تسلية نبينا - ﷺ - ما فيه إلى غير ذلك مما لا يحصى. (٤)

(١) - التفسير المنير ـ موافقا للمطبوع - (١٤ / ٥)
(٢) - التفسير الواضح ـ موافقا للمطبوع - (٢ / ٢٧١)
(٣) - تفسير الشيخ المراغى ـ موافقا للمطبوع - (١٤ / ٣)
(٤) - روح المعانى ـ نسخة محققة - (٧ / ٢٤٩)


الصفحة التالية
Icon