عما ناله من أذى قومه، وتكذيبهم له، والتعريف بحال أهل القرى الظالمة التي أهلكها اللّه، وجعل العاقبة للمتقين، وتحديد مهمة النبي - ﷺ - وهي الإنذار مكذبي القرآن بالنار، وتبشير المؤمنين الذين يعملون الصالحات بالجنة والنعيم، وإظهار مدى فضل اللّه على المهاجرين وإثابتهم.
واقتضت الحكمة بعدئذ الكلام عن أدلة القدرة الإلهية من خلق الليل والنهار، والسماء والأرض، والإحياء والإماتة، والعلم الشامل لجميع مكنونات الكون، وتفرد اللّه تعالى بالحساب والفصل والحكم بين الناس. ثم بيان مدى تبرم الكفار بآيات اللّه، وإظهار الغضب على وجوههم، وتحديهم بأن معبوداتهم من الأصنام وغيرها لا تستطيع خلق ذبابة، فضلا عن خلق الإنسان، وأن منشأ شركهم إقفار قلوبهم من تقدير اللّه حق قدره، علما بأن اللّه يرسل رسلا من الملائكة ومن البشر لتبليغ الرسالة الإلهية على أتم وجه.
ثم عاد الكلام إلى بيان أحكام التشريع من أمر المؤمنين بفرائض جوهرية ثلاث : هي إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والجهاد في سبيل اللّه حق الجهاد، وأردف ذلك بالتذكير بسماحة الإسلام، وأن الدين يسر لا عسر، ثم أمرهم بالاعتصام بدين اللّه والقرآن والإسلام، وبيان أن الرسول شهيد على أمته يوم القيامة، وأن أمته تشهد على الأمم المتقدمة بتبليغ أنبيائهم لهم دعوة اللّه وتشريعه، وتلك مزية سامية لهذه الأمة.
فضلها : قال العزيزي : وهي من أعاجيب السور، نزلت ليلا ونهارا، سفرا وحضرا، مكيا ومدنيا، سلميا وحربيا، محكما ومتشابها. (١)
سورة الحج هى مدينة إلا الآيات ٥٢، ٥٣، ٥٤، ٥٥ فبين مكة والمدينة، والأصح أنها مختلطة منها المكي ومنها المدني، قال العزيزي وهى من أعاجيب السور نزلت ليلا ونهارا سفرا وحضرا، مكيا ومدنيا، سلميا وحربيا، محكما ومتشابها. وآيها ثمان وسبعون.
وهى بحسب موضوعاتها أقسام ثلاثة :
(١) البعث والدليل عليه وما يتبع ذلك.
(٢) الحج والمسجد الحرام.
(٣) أمور عامة كالقتال وهلاك الظالمين والاستدلال بنظام الدنيا على وجود الخالق وضرب المثل بعجز الأصنام وعدم استطاعتها خلق الذباب.
ومناسبتها للسورة قبلها من وجوه :