وأحكام الحج والهدي، والأمر بالجهاد في سبيل الله، وغير ذلك من المواضيع التي هي من خصائص السور المدنية، حتى لقد عدها بعض العلماء، من السور المشتركة بين المدني والمكي.
*ابتدأت السورة الكريمة بمطلع عنيف مخيف، ترتجف له القلوبُ، وتطيش لهوله العقول، ذلكم هو الزلزال العنيف الذي يكون بين يدي الساعة، ويزيد في الهول على خيال الإنسان، لأنه لا يدك الدور والقصور فحسب، بل يصل هوله إلي المرضعات الذاهلات عن أطفالهن، والحوامل المسقطات حملهن، والناس الذين يترنحون كأنهم سكارى من الخمر، وما بهم شيء من السكر والشراب، ولكنه الموقف المرهوب، الذي تتزلزل له القلوب [ يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم.. ] الآيات.
*ومن أهوال الساعة إلى أدلة (البعث والنشور) تنتقل السورة لتقيم الأدلة والبراهين على البعث بعد الفناء، ثم الإنتقال إلى دار الجزاء، لينال الإنسان جزاءه إن خيرا فخير، وإن شراً فشر.
* وتحدثت السورة عن بعض مشاهد القيامة، حيث يكون الأبرار في دار النعيم والفجار في دار الجحيم.
* ثم إنتقلت للحديث عن الحكمة من الإذن بقتال الكفار، وتناولت الحديث عن القرى المدمرة بسبب ظلمها وطغيانها، وذلك لبيان سنة الله في الدعوات، وتطمينا للمسلمين بالعاقبة التي تنتظر الصابرين. " وفي ختام السورة ضربت مثلا لعبادة المشركين للأصنام، وبينت أن هذه المعبودات أعجز وأحقر من أن تخلق ذبابة، فضلا عن أن تخلق إنسانا سميعاً بصيرا، ودعت إلى اتباع ملة الخليل (إبراهيم ) كهف الإيمان، وركن التوحيد، وهكذا بدأت السورة بعقيدة البعث، وختمت بالتوحيد. التسميه : سميت " سورة الحج " تخليدا لدعوة الخليل إبراهيم عليه السلام، حين إنتهى من بناء البيت العتيق ونادى الناس لحج بيت الله الحرام، فتواضعت الجبال حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض، وإسمع نداؤه من في الأصلاب والأرحام، وأجابوا النداء " لبيك اللهم لبيك " !! (١)
مقصودها الحث على التقوى المعلية عن دركة الاستحقاق للحكم بالعدل إلى درجة استئال الإنعام بالفضل، في يوم الجمع للفصل، وأنسب ما فيها لذلك الحج وهو ظاهر ) بسم الله ( الذي اقتضت عظمته خضوع كل شيء ) الرحمن ( الذي عم برحمته وعدله كل موجود ) الرحيم ( الذي خص بفضله من شاء من ذوي عدله. (٢)
هذه السورة مشتركة بين مكية ومدنية كما يبدو من دلالة آياتها. وعلى الأخص آيات الإذن بالقتال.
(٢) - نظم الدرر ـ موافق للمطبوع - (٥ / ١٢٩)
نتائج البحث
