الموت والبعث والقيامة، ويعرض عليهم مشهدا من مشاهدها. ثم ينهي هذا الشوط ويختم معه السورة بتوجيه الرسول - ﷺ - إلى الصبر على دعوته، وما يلقاه من الناس فيها والاطمئنان إلى أن وعد اللّه حق لا بد آت فلا يقلقه ولا يستخفه الذين لا يوقنون.
وجو السورة وسياقها معا يتعاونان في تصوير موضوعها الرئيسي. وهو الكشف عن الارتباطات الوثيقة بين أحوال الناس، وأحداث الحياة، وماضي البشرية وحاضرها ومستقبلها، وسنن الكون ونواميس الوجود.
وفي ظلال هذه الارتباطات يبدو أن كل حركة وكل نأمة، وكل حادث وكل حالة، وكل نشأة وكل عاقبة، وكل نصر وكل هزيمة.. كلها مرتبطة برباط وثيق، محكومة بقانون دقيق. وأن مرد الأمر فيها كله للّه :«لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ». وهذه هي الحقيقة الأولى التي يؤكدها القرآن كله، بوصفها الحقيقة الموجهة في هذه العقيدة. الحقيقة التي تنشأ عنها جميع التصورات والمشاعر والقيم والتقديرات والتي بدونها لا يستقيم تصور ولا تقدير.. (١)
خلاصة ما احتوت عليه السورة الكريمة من الموضوعات
(١) إثبات النبوة بالإخبار بالغيب.
(٢) البراهين الدالة على الوحدانية.
(٣) الاعتبار بما حدث للمكذبين من قبلهم.
(٤) الأدلة التي فى الآفاق شاهدة على وحدانية اللّه وعظيم قدرته.
(٥) الأدلة على صحة البعث.
(٦) ضرب الأمثال على أن الشركاء لا يجدونهم فتيلا ولا قطميرا يوم القيامة.
(٧) الأمر بعبادة اللّه وحده وهى الفطرة التي فطر الناس عليها.
(٨) النهى عن اتباع المشركين الذين فرقوا دينهم بحسب أهوائهم.
(٩) من طبيعة المشرك الإنابة إلى اللّه إذا مسه الضر، والإشراك به حين الرخاء.
(١٠) من دأب الناس الفرح بالنعمة والقنوط حين الشدة. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
(١١) الأمر بالتصدق على ذوى القربى والمساكين وابن السبيل.
(١٢) الدلائل التي وضعها سبحانه فى الأنفس شاهدة على وحدانيته.
(١٣) للخير والشر فائدة تعود إلى المرء يوم تجزى كل نفس بما كسبت.

(١) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (٥ / ٢٧٥٤)


الصفحة التالية
Icon