القول الأول: وهو قول المالكية والحنفية وبعض الحنابلة، وهم قالوا: إن البسملة ليست آية من كل سورة بما فى ذلك سورة الفاتحة بل هى أنزلت للفصل بين السور.
واستدلوا بأدلة منها:
١- قوله تعالى: ((ولقد آتيناك سبعاً من المثانى والقرآن العظيم)) ([٥٦])، وقد جاء فى السنة ما يفيد أنها سورة الفاتحة حيث أخرج البخارى فى صحيحه أن النبى -صلى الله عليه وسلم - قال: "الحمد لله رب العالمين، هى السبع المثانى، وهى القرآن العظيم الذى أوتيته" ([٥٧]) وهذا نص على أن الفاتحة هى السبع المثانى وأن أولها "الحمد لله رب العالمين" وليس البسملة.
٢- حديث أبى هريرة - رضى الله عنه - أن النبى - ﷺ - قال: "يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين فإذا قال: الحمد لله رب العالمين، يقول الله تعالى: حمدنى عبدى، وإذا قال: الرحمن الرحيم يقول الله تعالى: أثنى علىّ عبدى، وإذا قال : مالك يوم الدين يقول الله تعالى: مجدنى عبدى، وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، يقول الله تعالى: هذا بينى وبين عبدى ولعبدى ما سأل" ([٥٨]) فالحديث لم تذكر فيه البسملة، فدل على أنها ليست من الفاتحة، وإلا لذكرت.
٣- حديث عائشة: " أن النبى -صلى الله عليه وسلم - كان يستفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين" ([٥٩]) فلو كانت البسمله آية من الفاتحة لقرأها، ولو قرأها لنقلت عنه، فلما لم ينقل عنه ذلك بدليل قطعى دل على أنها ليست بآية منها.
٤- حديث أنس بن مالك أنه قال: "صليت خلف النبى - ﷺ - وأبى بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين، ولا يذكرون " بسم الله الرحمن الرحيم " فى أول قراءة ولا فى آخرها. ([٦٠])


الصفحة التالية
Icon