هذه الأدلة التى استدل بها من اتجهوا إلى أن البسملة ليست آية من الفاتحة، وإذا ثبت ذلك فهى ليست آية، كذلك من أى سورة أخرى من سور القرآن الكريم، سوى سورة النمل فهى جزء آية منها.
القول الثانى: وهو قول الشافعى وبعض أهل العلم، وفحواه أن البسملة آية من سورة الفاتحة ([٦١]) هذا ما لم يتردد الشافعى فى تقريره، وأما كونها آية من كل سورة، فقد اختلف النقل عنه فى ذلك ما بين الحكم بالإيجاب أو بالنفى.
وأدلة أصحاب هذا الاتجاه تتمثل فيما يلى:
١- إجماع الصحابة على إثباتها فى المصحف، مع أنهم أمروا بتجريده مما ليس منه كأسماء السور، وعدد الآيات ولفظة "آمين" ونحوها، وإذا كانوا قد جردوا القرآن مما ليس منه ومع هذا أثبتوها فهو دليل على أنها آية من القرآن.
٢- حديث أم سلمة "أن النبى - ﷺ -قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، فعدها آية والحمد لله رب العالمين آيتين، والرحمن الرحيم - ثلاث آيات - مالك يوم الدين - أربع آيات - وقال: هكذا: إياك نعبد وإياك نستعين وجمع خمس أصابعه" ([٦٢])
٣- حديث أبى هريرة - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - ﷺ :"إذا قرأتم [ الحمد لله ] فاقرأوا: بسم الله الرحمن الرحيم. فإنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثانى و [ بسم الله الرحمن الرحيم ] إحدى آياتها" ([٦٣])
٤- ما روى عن عبدالله بن عباس - رضى الله عنهما - أنه قال: "من ترك البسملة فقد ترك مائة وثلاث عشرة آية من القرآن" ([٦٤])
٥- حديث أنس - عند البخارى - سئل أنس، كيف كانت قراءة النبى - ﷺ - فقال: كانت مداً، ثم قرأ " بسم الله الرحمن الرحيم " يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم" ([٦٥])


الصفحة التالية
Icon