فعلى القول الأول: فلا إشكال، وعلى الثانى فيجاب بأن القراءة المذكورة تخالف القراءة المجمع عليها المتواترة، وما خالف المتواتر المجمع عليه إن لم يمكن الجمع بينهما، فهو باطل، والنفى والإثبات لا يمكن الجمع بينهما، لأنهما نقيضان.
الوجه الثانى: هو ما ذكره ابن حجر فى الفتح عن الطبرى والصحاوى من أن قراءة ألا يطوف بهما، محمولة على القراءة المشهورة ولا زائدة ا. هـ
قال الشنقيطى: ولا يخلو من تكلف كما ترى. ([١١])
المثال الثانى:
قال تعالى: ((ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيداً بينى وبينكم ومَنْ عِندَه عِلمُ الكتاب)) ([١٢])
قال الشوكانى:
أى علم جنس الكتاب، كالتوراة والإنجيل، فإن أهلهما العالمين بهما، يعلمون صحة رسالة رسول الله - ﷺ - وقد أخبر بذلك من أسلم منهم كعبد الله بن سلام وغيره.
وقد كان المشركون من العرب يسألون أهل الكتاب ويرجعون إليهم فأرشدهم الله سبحانه فى هذه الآية إلى أن أهل الكتاب يعلمون ذلك. وقيل: المراد بالكتاب القرآن، ومن عنده علم منه هم المسلمون وقيل: المراد من عنده علم اللوح المحفوظ، وهو الله سبحانه وتعالى ……. ([١٣])
هذا التفسير مبنى على القراءة المتواترة المذكورة، لكن قرأ ابن السميقع - شاذاً - ((ومِنْ عِندِه عُلِم الكتابُ)) بجعل "من" حرف جر، وما بعدها مجروراً به، وجعل "علم" فعلاً مبنياً للمجهول و "الكتاب" نائب فاعل.
ولهذا قال ابن مجاهد فى تفسير الآية ([١٤]) بناء على هذه القراءة قال: الهاء فى "عنده" تعود إلى الله، وقيل هى للنبى - ﷺ -، وقيل: هى لعبد الله بن سلام، وقال ابن خالويه: وقيل: -الهاء- لعلى - رضى الله عنه. ([١٥])