٢٥) قوله (تعالى): "وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله": منسوخة بقوله (تعالى): "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" الآية. وسبب النسخ ما روى عن ابن عباس وغيره إن المنسوخ شقّ على الصحابة، وأنه يحرّك الأمر في نفوسنا ولو سقطنا في السماء إلى الأرض لكان أهون علينا، فقال (عليه السلام): لا تقولوا كما قالت اليهود: سمعنا وعصينا، ولكن قولوا سمعنا وأطعنا، فلمّا علم الله تسليمهم أنزل الناسخ. وفي الحديث عن أبي هريرة (رضي الله عنه): إن الله تجاوز عن أمتي ما وسوست به نفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به. فائدة: عند كثير من العلماء أن هذه الآية غير منسوخة ووجهه أن النصوص دالة على المؤاخذة بعزم القلب منها قوله (تعالى): "إن الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم"، وقوله (تعالى): "إن بعض الظن إثم"، والإجماع على تحريم الحسد والكبر.
سورة آل عمران: فيها من المنسوخ ثلاث آيات:
١) قوله (تعالى): "وإن تولوا فإنما عليك البلاغ": منسوخ بآية السيف. قلت: وينبغي أن يكون مثله قوله (تعالى): "فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين"، إذ جواب الشرط محذوف أي: فأعرضوا عنهم.
٢) آية: "كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين، أولئك جزاؤهم أنّ عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب" إلى قوله (تعالى): "لا يخفف عنهم العذاب". والآيات الثلاث نزلت في رهط ارتد عن الإسلام: منسوخة بالاستثناء، والاستثناء نزل في حق من رجع منهم للإسلام وهو الحارث بن سويد، فصار الحكم فيه وفي غيره إلى يوم القيامة.