١٦) قوله (تعالى): "ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً". أجمع المفسرون على نسخها، وناسخها قوله (تعالى): "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"، وقوله في آخر سورة الفرقان: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق"، إلى قوله (تعالى): "إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً" الآية. وقال ابن عباس وابن عمر أنها محكمة غير منسوخة واحتجا بأن الوعيد تكاثف فيها. والصواب مذهب الجمهور. والآية نزلت في كل كافر قتل مؤمناً، أو هو وعيد لمن قتل مؤمناً مستحلاً لقتله بلا سبب والمراد ومات كافراً أو فجزاؤه جهنم خالداً فيها إن جازاه. وما روي عن ابن عباس فعلى سبيل التشديد لما روى عنه أنه قال أن لم يقتل القاتل يقال له لا توبة لك.
١٧) قوله (تعالى): "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً": منسوخة بالاستثناء بعدها: "إلا الذين تابوا واصلحوا واعتصموا" الآية.
سورة المائدة: فيها من المنسوخ سبع آيات:
١) قوله (تعالى): "يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمّين البيت الحرام يبتغون فضلاً من ربهم ورضواناً"، والشعائر: مناسك الحج أو الهدايا المشعورة. أو المراد ما حرم الله. أو المراد النهي عن القتل في الحرم، وهذه الآية منسوخة بآية السيف. وكذلك قوله (تعالى): "فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين"، وقوله: "ما على الرسول إلا البلاغ المبين".
٢) قوله (تعالى): "إنما جزاؤا الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفقوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم": منسوخة بالاستثناء بعدها في قوله (تعالى): "إلا الذين تابوا" الآية.