المعنى كله منسوخ لأنه نسخ من اللوح المحفوظ أي نقل منه وليس هو بمراد مكي فأنه لا يجهل ذلك ولا يسعه إنكاره فالأحسن حمل كلام مكي على القرآن بعد نزوله مع الروح الأمين على قلب سيد المرسلين. والنسخ بالمعنى المذكور ينفى منه قطعاً، فكلام مكي على هذا في غاية التسديد لكن اعتراضه على ابن النحاس غير سديد لحمل كلامه على ما قاله صاحب الإيجاز. إذن لا خلاف بحسب الحقيقة فتأمل.
الفصل الثاني: فائدة في أقسام المنسوخ في القرآن: هو ستة:
١) الأول: ما رُفعَ رسمه من غير بدل منه وبقى حكمه مجمعاً عليه نحو آية الرجم. قال الإمام عمر والله لقد قرأنا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "لا ترغبوا عن آبائكم فإن ذلك كفر بكم الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم". وقد رجم (عليه الصلاة والسلام) المحصنين وهو المراد بالشيخ والشيخة.
٢) الثاني: ما رُفعَ حكمه بحكم آية أخرى وبقي رسمه وكلاهما ثابت باللفظ والخط في المصحف المجمع عليه. وهذا هو الأكثر في المنسوخ كآيتي عدة الوفاة، قال هبة الله: إن هذا في ثلاث وستين سورة.