أسباب اختيار زيد بن ثابت رضي الله عنه لهذا الجمع (١)
وترجع أسباب اختيار أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لزيد بن ثابت رضي الله عنه لأمور منها:-
١ - أنَّه كان من حُفَّاظ القرآن الكريم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
٢ - أنَّه شهد العَرضة الأخيرة للقرآن الكريم، روى البَغَويُّ عن أبي عبدالرحمن السُّلَمِي أنه قال: قرأ زيد بن ثابت عن رسول الله ﷺ في العام الذي توفاه الله فيه مرتين إلى أن قال عن زيد بن ثابت أنه: "شهد العرضة الأخيرة، وكان يُقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كَتبة المصاحف رضي الله عنهم أجمعين". (٢)
٣ - أنه من كُتَّاب الوحي للرسول ﷺ بل هو أشهرهم وأكثرهم كتابة للوحي.
٤ - خصوبة عقله، وشدة ورعه، وكمال خلقه، واستقامة دينه، وعظم أمانته ويشهد لذلك قول أبي بكر رضي الله عنه له: "إنك رجل شاب، عاقل، لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم" وقوله نفسه رضي الله عنه: "فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليَّ مما أمرني به من جمع القرآن". فما أحراه بجمع القرآن وأولاه.
_________
(١) دراسات في علوم القرآن: فهد الرومي، ص ٧٩-٨٠.
(٢) شرح السنة: البغوي ج٤ ص: ٥٢٥-٥٢٦، والبرهان للزركشي، ج١ ص: ٢٣٧، والإتقان للسيوطي ج١، ص٥٩.