خطوات هذا الجمع :(١)
بعد أن اتفق عثمان مع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين على جمع القرآن على حرف سلك منهجاً فريداً، وطريقاً سليماً، أجمعت الأمة على سلامته ودقته.
١ - فبدأ عثمان رضي الله عنه بأن خطب في الناس فقال: "أيها الناس عهدكم بنبيكم منذ ثلاث عشرة وأنتم تمترون في القرآن وتقولون: "قراءة أبي " و"قراءة عبد الله " يقول الرجل: "والله ما تقيم قراءتك"!! فأعزمُ على كل رجل منكم ما كان معه من كتاب الله شيء لمَّا جاء به، وكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن حتى جمع من ذلك كثرة، ثم دخل عثمان فدعاهم رجلاً رجلاً فناشدهم، لسمعت رسول الله ﷺ وهو أملاه عليك؟ فيقول نعم". (٢)
٢ - وأرسل عثمان رضي الله عنه إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنهما أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نعيدها إليك، فأرسلت بها إليه، ومن المعلوم أن هذه الصحف هي التي جمعت في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه على أدق وجوه البحث والتحري.
_________
(١) دراسات في علوم القرآن الكريم: فهد الرومي ص٨٦-٨٧.
(٢) المصاحف ابن أبي داود، ص٣١. وانظر جمال القراء: ج١، ص٨٩.