ابن ثابت بن الضحاك الأنصاري الخزرجي، ولد في المدينة، ونشأ بمكة، وقتل أبوه وهو ابن ست سنين، وهاجر مع النبي ﷺ وهو ابن (١١) سنة، تعلم السريانية في سبعة عشر يوماً (١)، وحفظ القرآن الكريم كله عن ظهر قلب في حياة الرسول ﷺ وكان من كتاب الوحي لرسول الله ﷺ مشهوراً بالصدق والأمانة، وتفقه في الدين حتى أصبح رأساً بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض على عهد عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وكان يعد من الراسخين في العلم، توفي سنة ٤٥ه، ولما توفي رثاه حسان بن ثابت، وقال أبو هريرة : اليوم مات حبر هذه الأمة وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفاً (٢).
لقد اختاره أبو بكر رضي الله عنه لهذه المهمة العظيمة والخطب الجسيم لما تفرس فيه من الأمانة ورجاحة العقل وقربه من الرسول ﷺ واعتماده ﷺ عليه.
يقول العلامة الزرقاني (٣) في ذلك:
_________
(١) انظر: كتاب المصاحف لابن أبي داود : ١ / ١٥٦، ت: د / محب الدين واعظ.
(٢) تذكرة الحفاظ: ١ / ٢٩، تهذيب التهذيب: ٣ / ٣٩٩، غاية النهاية : ١ / ٢٩٦، الإصابة : ١ / ٥٦١، طبقات ابن سعد : ٢ / ٢٧٣، الأعلام : ٣ / ٥٧.
(٣) محمد بن عبد العظيم الزرقاني، علم بارز من أعلام الأزهر، تخرج بهاء ودرس فيها، وتأليفه: مناهل العرفان خير دليل على طول باعه، وعلوم مكانته في علوم القرآن، توفي بالقاهرة سنة : ١٣٦٧هـ، الأعلام : ٦ / ٢١٠.


الصفحة التالية
Icon