" اجتمع فيه من المواهب ذات الأثر في جمع القرآن، ما لم يجتمع في غيره من الرجال، إذ كان من حفاظ القرآن، ومن كتاب الوحي لرسول الله ﷺ، وشهد العرضة الأخيرة للقرآن في ختام حياته ﷺ وكان فوق ذلك معروفاً بخصوبة عقله، وشدة ورعه، وعظم أمانته، وكمال خلقه، واستقامة دينه (١).
وقال: ويؤيد ورعه ودينه وأمانته قوله ( فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال، ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن) (٢).
ويشهد بوفرة عقله تردده وتوقفه أول الأمر ومناقشته لأبي بكر حتى راجعه أبو بكر وأقنعه بوجه الصواب.
وينطق بدقة تحريه قوله:
( فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال ) (٣)
_________
(١) مناهل العرفان : ١ / ٢٥٠، وراجع الفتح : ٩ / ١٣، والمقنع : ١٢٤.
(٢) البخاري، فضائل القرآن : ٤٦٠٣، الترمذي، التفسير: ٣٠٢٨، أحمد، مسند العشرة المبشرين بالجنة: ٧٢، ومسند النصار : ٢٠٦٥٧.
(٣) البخاري: فضائل القرآن: ٤٦٠٣.