المطلب الخامس: وسائل الجمع :
لم تكن وسائل الكتابة وأدواتها متوفرة وميسرة في عصر الصحابة وما قبله، فكان الناس يستخدمون لتسجيل أفكارهم وأشعارهم ومعاهداتهم ووثائقهم وسائل مختلفة من الأحجار والجلود والعظام والأخشاب وما إلى ذلك من الأشياء المتوفرة لديهم، وذلك لندرة الورق، وهذه الوسائل نفسها هي التي استخدمها الصحابة لكتابة الوحي في حياة الرسول ﷺ فمما ورد ذكره في روايات مختلفة نستطيع أن نعرف بها تلك الوسائل، وهي كالآتي:
العسب، اللخاف، الرقاع، الأضلاع، الأكتاف، قطع الأديم، القضم، الظرر، القراطيس، الصحف، الكرانيف.
هذه الأشياء هي التي ورد ذكرها في كتابة القرآن الكريم في عهد الصحابة رضي الله عنهم وقد حاولت استقصاءها مما يتوفر لدي من مراجع - وفيما يلي نعرف كل ما ذكر من ذلك:
(العسب) : جمع عسيب، وهو جريد النخل، كانوا يكشطون الخُوصَ ويكتبون في الطرف العريض منه (١).
(اللخاف): بكسر اللام وبخاء معجمة خفيفة، آخره فاء، جمع: (لَخْفَةٍ) بفتح اللام وسكون الخاء: وهي الحجارة الرقاق، وقال الخطابي : صفائح الحجارة (٢).
_________
(١) راجع اللسان، مادة (عسب): ١ / ٥٩٨، وفي النهاية لابن الأثير :(٣ / ٢٣٤): هي السَّعفة مما لا ينبت عليه الخوص، وانظر: القاموس المحيط، ص: ١٤٧.
(٢) كتاب المصاحف لابن أبي داود : ١ / ١٧٠، الاتقان: ١ / ١٨٦، القاموس المحيط: ١١٠٢.


الصفحة التالية
Icon