(لما كانت خلافة عثمان، جعل المعلم يعلم قراءة الرجل، والمعلم يعلم قراءة الرجل، فجعل الغلمان يتلقون فيختلفون حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين، قال أيوب : لا أعلمه إلا قال: حتى كفر بعضهم بقراءة بعض، فبلغ ذلك عثمان، فقام خطيبًا فقال: أنتم عندي تختلفون وتلحنون، فمن نأى عني من الأمصار أشد فيه اختلافًا وأشد لحنًا، اجتمعوا يا أصحاب محمد فاكتبوه للناس إمامًا) (١).
وأخرج ابن أبي داود من طريق سويد بن غفلة الجعفي قول علي رضي الله عنه.
(يا أيها الناس: لا تغلوا في عثمان ولا تقولوا له إلا خيرًا.. فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا جميعًا، فقال: ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كفرًا، قلنا: فما ترى؟ قال: نرى أن يجمع الناس على مصحف واحد، فلا تكون فرقة ولا يكون اختلاف، قلنا : فنعم ما رأيت.. قال: قال علي : والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل) (٢).
_________
(١) كتاب المصاحف : ١ / ٢١١-٢١٢، والأثر مما انفرد به المؤلف بتخريجه، وله شاهدان لديه، وإسناده هنا منقطع لإرسال أبي قلابة حيث لم يصرح هنا بمن حدثه عنه.
(٢) كتاب المصاحف : ١ / ٢١٣-٢١٤، وراجع السنن الكبرى للبيهقي: ٢ / ٤٢، والمرشد الوجيز، ص: ٥٤، ولطائف القسطلاني: ١ / ٦١، والإتقان للسيوطي: ١ / ١٦٩-١٧٠.