المطلب الرابع : كيفية الجمع :
أرسل عثمان إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمر، فبعثت إليه بالصحف التي جمع القرآن فيها على عهد أبي بكر رضي الله عنه، وتسلمت اللجنة هذه الصحف واعتبرتها المصدر الأساس في هذا الخطب الجلل، ثم أخذت في نسخها، حسب الدستور الذي وضعه لهم عثمان رضي الله عنه حيث قال للقرشيين الثلاثة:
(إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن (١) فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم) (٢).
وفي الترمذي :( قال الزهري فاختلفوا يومئذ في التابوت والتابوه فقال القرشيون التابوت (٣) وقال زيدٌ التابوه فرُفعَ اختلافهم إلى عثمان فقال اكتبوه التابوت فإنه نزل بلسان قريش) (٤).
وكان ما ذكر من منهجهم أنهم كانوا لا يكتبون شيئاً في هذه المصاحف إلا بعد ما يتحققون منه أنه قرآن متلوّ، وغير منسوخ، وذلك بعرضه على حملته من قراء الصحابة، أما لو ثبت نسخ شيء من ذلك تركوه، وهو الذي يسمى اليوم : ب " القراءات الشاذة".
فكتبت اللجنة مصاحف متعددة، بالمنهج الآتي:
؟ جردوا المصاحف كلها من النقط والشكل من أولها إلى آخرها.
؟ وحدوا رسمها فيما يلي:
_________
(١) أي في كيفية كتابته ورسمه، كما يدل عليه لفظ: فاكتبوه.
(٢) البخاري فضائل القرآن، برقم: ٤٦٠٤.
(٣) سورة البقرة : ٢٤٨، سورة طه: ٣٩، أي في كتابتها بالتاء المجرورة أو المربوطة، ولا يذكر في التاريخ من اختلافهم إلا في هذه الكلمة الوحيدة.
(٤) الترمذي، أبواب تفسير القرآن، رقم : ٣٠٢٩.