ثانيها : الواو : وتأتي لعدة معان، قال ابن هشام :( انتهى مجموع ما ذكر من أقسامها إلى خمسة عشر، إلى أن يقول : السادس والسابع : واوان ينجر ما بعدهما، إحداهما : واو القسم، ولا تدخل إلا على مظهر، ولا تتعلق إلا بمحذوف، نحو :( والقرآن الحكيم ) (١)، فإن تلتها واو أخرى، نحو :( والتين والزيتون ) (٢) فالتالية هي واوالعطف..) (٣)
ثالثها : التاء، قال ابن هشام :( التاء المفردة : محركة في أوائل الأسماء، ومحركة في أواخرها، ومحركة في أواخر الأفعال، ومسكنة في أواخرها. فالمحركة في أوائل الأسماء : حرف جر معناه القسم... ) (٤)
والتاء تختص بلفظ الجلالة، وذلك لكثرة الحلف به، مثل قوله تعالى :( تالله لآكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين ) (٥) قال الزمخشري :( التاء فيها زيادة معنى، وهو : التعجب، كأنه تعجب من تسهل الكيد على يده، وتأتيه، لأن ذلك كان أمرا مقنوطا منه لصعوبته، وتعذره ) (٦)
المبحث الثالث
تحقيق القول في المقسم به المبدوء بأداة النفي :
ورد المقسم به مسبوقا بأداة النفي (لا) في ثمانية مواضع من القرآن الكريم، وهي :-
أ - مقسم به تقدمته أداة النفي مقترنة بالفاء، وذلك في ستة مواضع من القرآن الكريم، وكلها في ثنايا السور وهي :
١ - قوله تعالى :- (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) (٧).
٢ – قوله تعالى :- (فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون) (٨).
٣ – قوله تعالى :- (فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون) (٩).
(٢) سورة التين : آية / ١.
(٣) - ابن هشام : المغني : ص٤٧٣، وانظر المرجع السابق : ٤٦٣-٤٨٢.
(٤) - ابن هشام : المغني، ص ١٥٧.
(٥) - سورة الأنبياء : آية / ١٥٧.
(٦) - الزمخشري : تفسير الكشاف، ج٢/ ص ٥٧٦.
(٧) - سورة النساء : آية /٦٥.
(٨) -سورة الحاقة : الآيتان / ٣٨، ٣٩
(٩) - سورة المعارج : آية /٤٠.