ب – أن (لا) هذه إذا وقعت خلال الكلام، كقوله تعالى :(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ) (١)، فهي صلة تزاد لتوكيد القسم، مثلها في قوله تعالى :(لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله) (٢) لتأكيد وجوب العلم. وإذا وقعت ابتداء كما في سورة القيامة، وسورة البلد، فهي للنفي، لأن الصلة لا تكون في أول الكلام. ووجهه :- أن إنشاء القسم يتضمن الإخبار عن تعظيم المقسم به، فهو نفي لذلك الخبر الضمني على سبيل الكناية. والمراد : أنه لا يعظم بالقسم، لأنه في نفسه عظيم، أقسم به أولا، ويترقى من هذا التعظيم إلى تأكيد المقسم عليه، إذ المبالغة في تعظيم المقسم به، تتضمن المبالغة في تعظيم المقسم عليه.. وبه قال الزمخشري. (٣)
(١) - سورة النساء : آية /٦٥.
(٢) -سورة الحديد : آية /٢٩.
(٣) - الزمخشري : الكشاف: ج١ / ص٥٣٨.
(٢) -سورة الحديد : آية /٢٩.
(٣) - الزمخشري : الكشاف: ج١ / ص٥٣٨.