وأجاز ذلك أبو علي الفارسي في قوله (وإن جعلت تأكيدا لم يمتنع). (١)
وقال بزيادتها كذلك الزمخشري، في تفسيره للآية ( ٧٥ ) من سورة الواقعة قال :[ فلا أقسم، معناه : فأقسم، ولا مزيدة مؤكدة، مثلها في قوله تعالى (لئلا يعلم أهل الكتاب) (٢) ] (٣)، وقال في موضع آخر من الكشاف :[ إدخال لا النافية على فعل القسم مستفيض في كلامهم، وأشعارهم قال امرؤ القيس:
لا وأبيك ابنة العامري لا يدعي القوم أني أفر (٤)
وفائدتها توكيد القسم. ثم قال :( واعترضوا عليه بانها إنما تزاد في وسط الكلام لا في أوله، وأجابوا بأن القرآن في حكم سورة واحدة، متصل بعضه ببعض، والاعتراض صحيح، لأنها لم تقع مزيده إلا في وسط الكلام، ولكن الجواب غير سديد، ألا ترى إلى امرئ القيس كيف زادها في مستهل قصيدته ] (٥)
وقيل : إنها زيدت توطئة وتمهيدا لنفي الجواب، كما في قوله تعالى :(لا أقسم بيوم القيامة) (٦) فالمعنى : لا، أقسم بيوم القيامة، لا يتركون سدى (٧).
وما قاله الزمخشري وغيره مردود بأمور منها :
(٢) - سورة الحديد : آية /٥٨
(٣) - الزمخشري : تفسير الكشاف، ج٤ / ص ٥٨.
(٤) - ديوان امرئ القيس، صنعه: حسن السندوبي، ص ٥٢، والقوم هنا : بنو تميم. أفر : أنهزم. وقد جعل بعض الرواةهذا البيت أول القصيدة. وابنة العامري هي : هر بنت سلامة بن علند.
(٥) - الزمخشري : تفسير الكشاف، ( مرجع سابق) ج٤/ ص١٨٩ ( تفسير سورة القيامة ). وانظر د. فضل حسن عباس : لطائف المنان، ص ٢٤٣.
(٦) - سورة القيامة : آية /١.
(٧) - جمال الدين ابن هشام الأنصاري : مغني اللبيب، ص ٣٢٨-٣٢٩.