١ – لا : ليست زائدة لتأكيد القسم، لأن ما يراد توكيده ينبغي أن يكون متأخرا عما هو مؤكد له، فليس من المقبول أن نجعل (لا) مزيدة لتأكيد معنى القسم الوارد بعدها، وقد منع (ثعلب) وغيره مجيء لا زائدة للتأكيد في إبتداء القول، واستقبحه بعض أهل اللغة، وأنكروه، لأن حكم التأكيد ينبغي أن يكون بعد المؤكد (١). وَ ( لأن زيادة الحرف يدل على إطراحه، وكونه في أول الكلام يدل على قوة العناية به، لذا لم يجز أن نجعل -لا- في هذه الآية زيادة ). (٢)
٢ – إن قولهم إن -لا- زيدت توطئة وتمهيدا لنفي الجواب، مردود بقوله تعالى :- ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) (٣) فإن جوابه هو قوله تعالى :(إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون) (٤). وهو مثبت غير منفي. ومثله قوله تعالى :-(لا أقسم بهذا البلد) (٥) فإن جوابه مثبت، وهو قوله تعالى :- (لقد خلقنا الإنسان في كبد) (٦).
ثانيا :- إن -لا- نافية لكلام سابق ثم إستأنف القسم :
وتحقيقه في قوله تعالى :( لا أقسم بيوم القيامة ) (٧). أن – لا – نافية لكلام المشركين المنكرين للبعث، أي : ليس الأمر كما زعموا، ثم ابتدأ : أقسم بيوم القيامة.

(١) - ابن يعيش : شرح المفصل : ج٨ ص ١٣٦..
(٢) - أمالي ابن الشجري : ج١/ ص ٢١٩، ٢٢٢.
(٣) - سورة الواقعة : آية / ٧٥.
(٤) -سورة الواقعة : الآيتان / ٧٧، ٧٨.
(٥) - سورة البلد : آية /١
(٦) - سورة البلد : آية /٤.
(٧) - سورة القيامة : آية / ١.


الصفحة التالية
Icon