وعلى أن القرآن حق، كقوله تعالى :(فلا أقسم بمواقع النجوم. وإنه لقسم لو تعلمون عظيم. إنه لقرآن كريم) (١).
وعلى أن الرسول حق، كقوله تعالى :- (يس. والقرآن الحكيم. إنك لمن المرسلين ) (٢). وعلى الجزاء، كقوله تعالى :( والطور. وكتاب مسطور. في رق منشور. والبيت المعمور. والسقف المرفوع. والبحر المسجور. إن عذاب ربك لواقع. ما له من دافع ) (٣).
وعلى حال الإنسان، كقوله تعالى :(والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. وما خلق الذكر والأنثى. إن سعيكم لشتى) (٤).
وفي هذه الآيات وغيرها ترى المقسم به من مخلوقات الله تعالى، فبإقسامه أولا، وكونه يقسم بالمخلوقات ثانيا، أثار الشبهات التالية (٥) :-
١ - الجري على عادة الحلف عندنا غير محمود شرعا، فالذي يلجأ للقسم متهم في صدقه، مفتقر إلى تأييد دعواه، فلماذا أكثر الله من الأقسام في القرآن. ؟
٢- نهى النبي –صلى الله عليه وسلم- عن الحلف بغير الله (٦)، ثم إن الحلف بغير الله يقتضي تعظيمه، والعظمة لله وحده، واجتناب الحلف مطلوب شرعا، فكيف يحلف الله بمخلوقاته، كالتين والزيتون ؟

(١) - –سورة الواقعة : الآيات /٧٥، ٧٦، ٧٧.
(٢) - سورة يس : الآيات /١، ٢، ٣.
(٣) - سورة الطور : الآيات /١، ٢، ٣، ٤، ٥، ٦، ٧، ٨.
(٤) - سورة الليل الآيات /١، ٢، ٣، ٤.. وانظر ابن قيم الجوزية : التبيان في أقسام القرآن، ص ٤ – ٨.
(٥) - عبد الحميد الفراهي : إمعان في أقسام القرآن، ص ٤. ( بتصرف ).
(٦) - الإمام مسلم : صحيح مسلم : كتاب الأيمان، ج١١ / ص ١٠٤- ١٠٧.


الصفحة التالية
Icon