قول الله تعالى :( والضحى. والليل إذا سجى. ما ودعك ربك وما قلى ) (١).
أقسم - عز وجل –بآيتين عظيمتين من آياته وهما : الضحى، والليل إذا سجى، يقول السيوطي مجليا التلاؤم بين هذا القسم وجوابه :- ( وتأمل مطابقة هذا القسم، وهو نور الوحي الذي وافاه بعد احتباسه عنه، حتى قال أعداؤه : ودع محمدا ربه، فأقسم بضوء النهار بعد ظلمة الليل، على ضوء الوحي ونوره، بعد ظلمة احتباسه واحتجابه ) (٢)
ويمكننا أن نجمل أغراض القسم في القرآن الكريم فيما يلي :
١- تأكيد الخبر وتقريره، وتلك عادة العرب الذين كانوا يقطعون كلامهم بالقسم، لأن (القصد بالقسم تحقيق الخبر وتوكيده) (٣). وهذا الغرض يظهر لنا إذا علمنا أن المقسم عليه كثيرا ما يكون من الأمور الخفية الغائبة، فيقسم عليها لإثباتها، مثل قوله تعالى :(لا أقسم بيوم القيامة. ولا أقسم بالنفس اللوامة. أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه. بلى قادرين على أن نسوي بنانه ) (٤) فالقسم في كلام الله ( يزيل الشكوك، ويحبط الشبهات، ويقيم الحجة، ويؤكد الأخبار، ويقرر الحكم في أكمل صورة ) (٥).
٢- لفت الأنظار إلى الكون وما يحويه من أسرار عجيبة، وما فيه من نظام بديع محكم (٦)، إذ كل يجري إلى أجل مسمى، وكل في فلك يسبحون، فجاء القسم في القرآن الكريم على هذه الأمور لأجل ذلك.
(٢) - السيوطي : الإتقان في علوم القرآن، ج٤/ ص٥١.
(٣) - السيوطي : الإتقان في علوم القرآن، ( مرجع سابق ) ج٢/ ١٣٢.
(٤) - سورة القيامة : الآيات /١، ٢، ٣، ٤.
(٥) - مناع القطان : مباحث في علوم القرآن، ص ٢٩١.
(٦) - انظر : د. عبد الجليل عبد الرحيم : لغة القرآن الكريم، ص ٢٦٧.