٣- إثبات صدق الرسول –صلى الله عليه وسلم- إذ العرب كانت تعتقد أن الأيمان الكاذبة تدع الديار بلاقع، وأنها تضر صاحبها. وقد كان إكثار النبي –صلى الله عليه وسلم- من الحلف بأمر الله تعالى، مثل قوله تعالى :(ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين ) (١). وقوله تعالى (وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم ) (٢). ومع قسمه –صلى الله عليه وسلم- لم يصب بسوء ما، بل ارتفع شأنه وعلا ذكره –صلى الله عليه وسلم-، فكان دليلا على صدقه. (٣).
٤- إبراز المعقول في صورة المحسوس، وذلك أن الأمر المعقول إذا صور في شيء حسي، فإن العقل يستوعبه، أكثر ما لو كان مجردا عن الحس، ومثله تشبيه الوحي بالضحى في رابعة النهار، وتشبيه الباطل بالليل، وانتصار الحق بالنهار، إشارة إلى أن الليل البهيم، لابد وأن يعقبه صبح مشرق بهيج، يبدد ظلامه وظلماته، وكذلك ظلام الشرك والجهل، لابد وأن يعقبه نور الحق واليقين.
٥- تصحيح العقائد الباطلة، فالقسم بالنجم إذا هوى، وبالكواكب، وبالشمس، والقمر، فيه رد على من اعتقد أنها آلهة، وأن لها تصرفا في العالم السفلي.
٦- لفت الأنظار إلى أحدات بارزة، كان لها أكبر الأثر في تاريخ البشر، وذلك الغرض يظهر في القسم بالأمكنة مثل (الطور)، فالقسم به فيه إشارة إلى ماكان عند ذلك الجبل من الآيات التي ظهرت لموسى
(٢) - سورة سبأ : آية /٣.
(٣) - انظر : د. عبد الجليل عبد الرحيم : لغة القرآن الكريم، ص ٢٦٧.