–عليه السلام-، والقسم بالبلد الأمين ( وهذا البلد الأمين) فيه إشارة إلى حادثة ظهور النور المحمدي من هذا البلد الأمين، ذلك النور الذي بدد ظلمات الجهل والضلال، ثم شع في آفاق الدنيا وملأ جنباتها، إلى آخر ما هنالك من أهداف وأغراض. (١)
المبحث السادس
الأمور المقسم عليها في القرآن الكريم :
يمكن إجمال الأمور المقسم عليها في القرآن الكريم في أصول أربعة، هي أسس الإيمان، وهي :
الأول :- تثبيت أساس التوحيد.
الثاني :- تقرير أمر النبوة، والإشادة بصدق الكتاب الحكيم.
الثالث:- إثبات الحياة الأخرى، وما يتصل بها من حساب، فثواب أو عقاب.
الرابع :- توضيح المهم من أحوال الإنسان وتصرفاته في هذه الحياة.
أما الأصل الأول وهو تثبيت أساس التوحيد : فيدخل تحت هذا الأصل قوله تعالى :- ( والصافات صفا. فالزاجرات زجرا. فالتاليات ذكرا. إن إلهكم لواحد ) (٢).
قال الشيخ طه الراوي :( أقسم تعالى بنفوس الغزاة التي تقاتل في سبيل الحق متحدة مع بعضها كالبنيان المرصوص، وبهذا الإتحاد والتراص تزجر المبطلين، وتهديهم إلى سبيل الرشد، أقسم على أنه لا معبود بحق إلا إله واحد لا شريك له، فهو قسم بالمتحدين على ثبوت التوحيد، وفيه إشارة إلى أنه كما أن القوة والنجاح وليدة الإتحاد، فكذلك وحدانية الصانع، وانعدام الشريك هي السبب في إبداع هذا الكون، وإحكام نظامه، إذ لو كان مع الله آلهة أخرى لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض، وبذلك يختل نظام الكون، وتندثر معالمه ) (٣).

(١) -د. سمير عبد العزيز : الكشف والبيان في علوم القرآن، ص٢٨٥-٢٨٧. بتصرف واختصار. وانظر : د. عبد الجليل عبد الرحيم : لغة القرآن الكريم، ص ٢٦٨. و أحمد أحمدبدوي : من بلاغة القرآن، ص ١٧٠-١٧٣.
(٢) - سورة الصافات : الآيات /١، ٢، ٣، ٤.
(٣) - طه الراوي : مباحث إسلامية ( مرجع سابق ) ص ١٣.


الصفحة التالية
Icon