وأكثر المفسرين على أن المراد بالصافات، والزاجرات، والتاليات، جماعة من الملائكة، موصوفة بهذه الصفات، وهو الأظهر والأرجح، إذ تؤيده الآيات القرآنية، فقد جاء وصف الملائكة بأنهم صافون في قوله تعالى :( وإنا لنحن الصافون، وإنا لنحن المسبحون ) (١) في نفس السورة، كما جاء وصفهم بذلك فيما رواه مسلم في صحيحه عن حذيفة قال : قال رسول الله - ﷺ - ( فضلنا على الناس بثلاث، جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة.. الحديث ) (٢)، ولأن هذا القول هو المأثور عن جماعة من الصحابة والتابعين. (٣)
فيكون المعنى : وحق الملائكة الذين يصفون أنفسهم صفا لعبادة الله تعالى وطاعته، والذين يزجرون غيرهم عن ارتكاب المعاصي، أو يزجرون السحاب إلى الجهات التي كلفهم الله بدفعه إليها، والذين يتلون آيات الله المنزلة على أنبيائه، تقربا إليه، وطاعة له.. إن ربكم أيها الناس لواحد لا شريك له في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا في خلقه..
ومما جاء في الأصل الثاني : وهو تقرير أمر النبوة، والإشادة بصدق الكتاب الحكيم :
قوله تعالى :- (يس. والقرآن الحكيم. إنك لمن المرسلين ) (٤).
(٢) - الإمام مسلم : صحيح مسلم، كتاب المساجد، ج٢، ص ٦٣.
(٣) - انظر الآلوسي : روح المعاني، ج٢٣/ ص٦٤. ود. محمد السيد الطنطاوي: التفسير الوسيط ج٢٢/ ص٨٢.
(٤) - سورة يس : الآيات /١، ٢، ٣.