وأصلها :( أنهم كانوا إذا تحالفوا وتعاقدوا تصافقوا بأيمانهم، ولذلك قيل : أعطاه صفقة يمينه على هذا الأمر، ثم سموا الحلف يمينا على هذا المعنى ) (١).
( ومشتقات هذه المادة لا تكاد تخرج عن معنى القسم واليمين، وإن خرجت فإلى ما يترتب عليه من
محالفة ومعاهدة والتزام، فهي أصل في القسم، تفرعت عنه معان متصلة به ). (٢)
ومع أن كتب المعاجم ترى أن ( الحلف والقسم ) لفظان مترادفان يؤديان معنى واحدا من غير فرق أو تمييز بينهما، وتفسر أحدهما بالآخر، ولكن حين نستقرئ استعمال الكلمتين، وأصل اشتقاقهما لنتعرف على الفرق بينهما، نجد أن العرب يقولون :( حلفة فاجر، وأحلوفة كاذبة ) (٣)، ولم يرد مثل هذا مع القسم.
فالحلف يدور حول الاحتمال والشك والتردد، وبهذا يكون الحالف غالبا معرضا للحنث كثيرا، لأنه حلف على الظن، وليس عن يقين.
(٢) - علي أبو القاسم عون : أسلوب القسم واجتماعه مع الشرط ( مرجع سابق ) ص ٣٦-٣٧.
(٣) - جارالله الزمخشري : أساس البلاغة، كتاب الشعب، ص١٩٢،.