( ويلتى - و - حسرتى - و - أسفى )
فألفاتها مع كونها مرسومة بالياء منقلبة عن ياء بالإضافة فقويت الإمالة فيها وهذا البيت لا يظهر له فائدة إلا في هذه الألفاظ الثلاثة فإن الياء التي انقلبت عنها الألف ليست بأصل في الكلمة فلم تدخل في قوله حيث تأصلا ويظهر أيضا فائدته في إمالة - ضحى - في الأعراف على قول من يقول إنه إذا وقف عليه كان الوقف على ألفه الأصلية وأما باقي الكلمات التي ذكرت أنها رسمت بالياء وهي من ذوات الواو فكانت تعرف من ذكره إمالة رءوس الآى وأما نحو ( أدنى - و - أزكى - و - يدعى - و - تتلى )
فتعلم إمالته من البيت الآتي فإنه من الثلاثي الزائد ثم ذكر أنه استثنى مما رسم بالياء وليست الياء أصله خمس كلمات فلم تمل وهي اسم وفعل وثلاثة أحرف فالإسم لدى لم يمل أنه رسم بالألف في يوسف وبالياء في غافر وألفه مجهولة فلم يمل ليجري مجرى واحدا والفعل ﴿ ما زكا منكم من أحد أبدا ﴾
هو من ذوات الواو فلم يمل تنبيها على ذلك والحروف إلى وحتى وعلى لم تمل لأن الحروف لا حظ لها في الإمالة بطريق الأصالة إنما هي للأفعال والأسماء فلم يؤثر فيها رسمها بالياء وكل ما أميل من الحروف بلى ويا في الندا ولا في أمالا لإغنائها عن الجمل فأشبهت الفعل والإسم وقول الناظم من بعد حتى الدال من بعد مجرورة وبعضهم اختار ضمها وقدر حذف واو العطف من قوله حتى ومعنى الوجهين ظاهر وإذا كسرنا الدال كان التقدير من بعد استثناء حتى وكذا معنى قولي أنا فيما تقدم أمال الكسائي بعد حمزة أي بعد إمالة حمزة
٢٩٧ [ وكل ثلاثي يزيد فإنه % ممال كزكاها وأنجى مع ابتلى ] (١)

__________
١- أي كل لفظ ثلاثي ألفه عن واو إذا زيد في حروفه الأصول حرف فأكثر فصار كلمة أخرى أميل لأن واوه تصير ياء إذا اعتبرتها بالعلامات المقدم ذكرها وذلك كالزيادة في الفعل بحروف المضارعة وآلة التعدية وغيرها نحو ﴿ ترضى ﴾ - و ﴿ تدعى ﴾ - و ﴿ تتلى ﴾ و ﴿ يدعى ﴾ - و ﴿ تبلى ﴾ - و ﴿ يزكي ﴾ - و ﴿ تزكى ﴾ - و ﴿ زكاها ﴾ - و ﴿ نجانا الله منها ﴾ - ﴿ فأنجاه الله من النار ﴾ - ﴿ وإذ ابتلى إبراهيم ربه ﴾ - { فلما تجلى ربه >


الصفحة التالية
Icon