بيده ملكوت كل شيء ) فقرأهما أبو عمرو بحذف حرف الجر فارتفع الاسم الجليل على أنه خبر مبتدأ أي هو الله فهو جواب مطابق للفظ السؤال وكذلك كتب في مصاحف البصرة وقرأهما غيره كالأول بإثبات لام الجر وكذلك كتب في مصاحفهم وهو جواب من حيث المعنى لأن قولك من مالك هذه الدار ولمن هذه الدار معناهما واحد
قال أبو عبيدة كان الكسائي يحكي عن العرب أنه يقال للرجل من رب هذه الدار فيقول لفلان بمعنى هي لفلان وقول الناظم الأخيرين هو مضاف إليه أي وفي لام هذا اللفظ ا لذي في الموضعين الأخيرين كما تقدم في قوله وأخرتني الإسراء وحذفها مبتدأ فهو كقولك في صدر سيد الرجلين علم والله أعلم
٩٠٨ [ وعالم خفض الرفع ( ع ) ن ( نفر ) % وفتح شقوتنا وامدد وحركه ( ش ) لشلا ] (١) يريد فاتخذتموهم سخريا وفي ص أتخذناهم سخريا من سخرت إذا ضحكت منه وقيل الكسر في سين ذلك وضمها لغتان وقيل الضم من السخرة والعبودية والكسر من الهزؤ واللعب وأجمعوا على ضم الذي في الزخرف ﴿ ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ﴾
لأن المراد المعنى الأول لينتظم قوام العالم والهاء في قوله
وبصادها تعود على سور القرآن للعلم بذلك كما انه إذا قال حفصهم يعلم أنه أراد حفص القراء والهاء في على ضمه للكسر وقوله بها معمول وكسرك وعلى ضمه خبر المبتدأ ويجوز أن يكون بها خبر قوله وكسرك أي اختص ذلك بهذه السورة وبسورة ص ثم استأنف فقال على ضمه أعطى سخريا شفاء وفاعل أعطى ضمير عائد على سخريا لا على كسرك ولو عاد على كسرك لكان هو خبر المبتدأ ولزم أن يكون الرمز للكسر وليس للرمز إلا للضم وأشار بقوله وأكملا إلى إكمال الضم في مواضع سخريا الثلاثة والله أعلم
قال أبو عبيد وكذلك هي عندنا لأنهن إنما يرجعن إلى معنى واحد وهما لغتان سخرى وسخرى وقد رأيناهم أجمعوا على ضم التي في الزخرف فكذلك الأخريان

__________
١- يريد سبحان الله عما يصفون عالم الغيب فبالخفض هو نعت لاسم الله تعالى وبالرفع على تقدير هو عالم والشقاوة على لفظ السعادة والشقوة كالردة والفطنة لغتان أي افتح الشين وحرك القاف بالفتح ومدها وقدم ذكر المد على التحريك لضرورة الوزن ولتعين القاف لذلك فليس في حرف شقوتنا ما يقبل التحريك غير القاف لأنها ساكنة والبواقي متحرك
وقوله عن نفر أي منقول عن نفر وفتح شقوتنا كذلك من حيث المعنى أي عن جماعة قرءوا به والله أعلم
٩٠٩ [ وكسرك سخريا بها وبصادها % على ضمه ( أ ) عطى ( ش ) فاء وأكملا ]


الصفحة التالية
Icon