شملل أي قرأ الكسائي وحمزة في الروم بما قرأ به حمزة وحده في النمل وهو - تهدي العمي - وليس كذلك لقوله في أول البيت معا قال ابن مجاهد كتب بهادي العمي بياء في هذه السورة على الوقف وكتب الذي في الروم بغير ياء على الوصل وقال خلف كان الكسائي يقف عليهما بالياء
وقال مكي هذا الحرف في المصاحف بالياء والذي في الروم بغير ياء ووقف عليهما حمزة والكسائي بالياء وهو مذهب شيخنا يعني أبا الطيب ابن غلبون قال وقد روي عن الكسائي أنه وقف عليهما بغير ياء ووقف الباقون ههنا بالياء وفي الروم بغير ياء اتباعا للمصحف ولا ينبغي أن يتعمد الوقف عليهما لأنه ليس بتمام ولا قطع كاف لا سيما الذي في الروم لأنه كتب بغير ياء على نية الوصل فإن وقفت بياء خالفت السواد وإنما ذكرنا مذاهب القراء في الوقف عند الضرورة فأما على الاختيار فلا وكذلك ما شابه هذا فاعلمه
٩٤٣ [ وآتوه فاقصر وافتح الضم ( ع ) لمه % فشا تفعلون الغيب ( حق ل ) ه ولا ] (١) الياءات خبر قوله ومالي وما بعده أي هذه ياءات الإضافة التي في هذه السورة وبلا بمعنى اختبر أي قل ذلك في جواب من اختبرك وسألك عنها فالقول مصدر أضيف إلى المقول له وهو المفعول والمصدر كما يضاف إلى فاعله يضاف إلى مفعوله ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل أي عرفت هذا من يريد أن يختبر غيره بها وهي خمس ياءات - مالي لا أرى الهدهد - فتحها ابن كثير وعاصم والكسائي وهشام - أوزعني أن أشكر - فتحها ورش والبزي - إني آنست - فتحها الحرميان وأبو عمرو - إني ألقى ليبلوني أأشكر - فتحهما نافع وحده وفيها زائدتان - أتمدونن بمال - أثبتها في الوصل نافع وأبو عمرو وفي الحالين ابن كثير وحمزة وقد سبق أن حمزة يدغم النون الأولى في الثانية - فما آتاني الله - أثبتها مفتوحة في الوصل ساكنة في الوقف قالون وحفص وأبو عمرو بخلاف عنهم في الوقف وفتحها في الوصل وحذفها في الوقف ورش وقلت في ذلك
( وفيها فما آتاني الله قبله % تمدونني زيدا فلا تك مغفلا )
١- يريد - وكل أتوه داخرين - هو بالمد جمع آت مضاف إلى الهاء كما في سورة مريم ﴿ وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ﴾
وهو كقولك عابدوه وداعوه وأتوه بالقصر وفتح التاء فعل وفاعل ومفعول نحو رموه وقضوه والغيب والخطاب في بما يفعلون ظاهران
٩٤٤ [ ومالي وأوزعني وإني كلاهما % ليبلوني الياءات في قول من بلا ]